خاص | احتفالات عيد النوروز بين الثقافة والتاريخ.. طقوسٌ ومعاني في محافظة الحسكة

خاص – حلب اليوم

يعتبر عيد النوروز مناسبة تاريخية وثقافية تحتفل بها مجموعة من الشعوب والثقافات في العديد من الدول حول العالم، فيما يُعد عيد النوروز واحدا من أقدم الاحتفالات المعروفة، ويمتد تاريخه إلى آلاف السنين، كما يعتبر النوروز عيداً يحمل رمزية كبيرة لبداية الربيع وبداية العام الجديد في التقويم الفارسي والكردي، ويُعتبر رمزا للحياة الجديدة والتجديد والأمل.

سنوياً في محافظة الحسكة، يحتفل الكرد بعيد 'النوروز' في الحادي والعشرين من شهر مارس/آذار، وهو يوم الاعتدال الربيعي تعتبر كلمة 'نوروز' مركبة في اللغة الكردية، حيث تتألف من مقطعين: 'نو' وتعني الجديد، و'روز' وتعني اليوم، مما يجعل معناها 'اليوم الجديد'، يعود احتفال الكرد بهذا اليوم إلى عهود تاريخية قديمة، مما يمنح النوروز مكانة خاصة في ثقافة الكرد وتقاليدهم.

طقوس العيد

تتنوع الطقوس الاحتفالية بعيد النوروز باختلاف عادات وتقاليد الشعوب المختلفة، وقد تلاشت بعضها مع مرور الزمن، ومع ذلك، يحمل عيد النوروز مكانة خاصة لدى الأكراد،

في حوار مع قناة حلب اليوم، تشير 'سيدار محمد' من سكان مدينة القامشلي إلى طقوس احتفال عيد النوروز، حيث يتجمع المواطنون في مراكز المدن في الحدائق والساحات لإلقاء الخطب قبل إشعال شعلة النار، ثم يبدأ المشاركون بالرقص في حلقات متداخلة على إيقاع الأغاني الكردية الإيقاعية، كما تُنظم أنشطة ثقافية ورياضية متنوعة.

وفي صباح العيد، تتجه العائلات نحو البراري والمناطق الجبلية الخضراء في المناطق الكردية، حاملين معهم الأطعمة والمشروبات لقضاء يوم مليء بالفرح والترفيه. تُعدّ الأماكن التي تختارها العائلات للاحتفال، سواء تحت ظل الأشجار أو بين الأحراش والمروج الخضراء، مكانا مثاليا لتقديم الأطعمة المنوعة، بدءاً من الأطباق التقليدية إلى الأطباق العصرية، مثل طبخة 'الدولمة' أو 'يابراخ' 'يبرق' التي تتكون من ورق العنب الملفوف المحشو بالرز واللحم.

يتولى الرجال تحضير الفحم لشواء اللحوم، في حين تعكف النساء على تجهيز الأطعمة وفرش الأرض.ويُضفي وجود 'السماوار'، الذي يُستخدم لغلي المياه وتحضير الشاي، جوّاً خاصاً على الاحتفال، إذ يُعتبر من التقاليد المعروفة والمنتشرة بين الشعوب الإيرانية والروسية.

من هو كاوا الحداد

كاوا الحداد هو شخصية تاريخية مهمة في ثقافة الشعب الكردي. ووفقاً للأسطورة الكردية، فإن كاوا الحداد كان محرراً للشعب الكردي من الظلم والاستبداد. يُعتقد أنه قاد ثورة ضد ملك ظالم يُدعى 'أزدهاك ضحاك' الذي كان يحكم كردستان.

وتقول الأسطورة إن ملك كردستان الظالم كان يطعم الأفاعي التي تعيش على كتفه بدماغ شباب الكرد يومياً لتبقى قوية وصحية. فأراد كاوا الحداد إنهاء هذا الظلم والاستبداد، فقاد ثورة شعبية ضد الملك الظالم.

ويُعتقد أن بداية الثورة كانت بإشعال النار في الجبال في ليلة 20 مارس، وفي اليوم التالي، قاد كاوا الحداد الثورة وقتل الملك الظالم، وأعلن الشعب الكردي الخلاص والحرية. ومنذ ذلك الحين، يحتفل الكرد بعيد النوروز في 21 مارس لإحياء ذكرى انتصار كاوا الحداد وبداية السنة الكردية الجديدة.