اخبار سوريا
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
اختتم في محافظة ادلب فجر أمس حفل إطلاق حملة «الوفاء لإدلب»، بجمع مبلغ قياسي هو الأكبر حتى الآن في حملات جمع التبرعات التي تقوم بها منظمات المجتمع المدني وهيئات اهلية وحكومية لدعم البنى التحتية في مختلف المحافظات السورية.
ومن حملة «أربعاء حمص» انطلقت هذه المبادرة لتمتد إلى محافظات دير الزور ودرعا وحلب، وكان آخرها في محافظة ادلب التي اطلقت تحت شعار «الوفاء لإدلب» باعتبارها كانت تضم أكثر من اربعة ملايين سوري بين مقيم ونازح من باقي المحافظات ومازال الآلاف يعيشون في عشرات المخيمات على اراضيها. وتمكن المنظمون من جمع أكثر من 208 ملايين دولار أميركي.
وشارك الرئيس أحمد الشرع العائد للتو من رحلته التاريخية كأول رئيس سوري يشارك في اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بإطلاق الحملة تعبيرا عن الوفاء للمحافظة التي اطلق منها عملية «ردع العدوان» وانتهت بإسقاطه نظام بشار الأسد.
وقال الرئيس الشرع: وصلت بالأمس إلى الشام، وهي لعمري أحب بقاع الأرض إلى قلبي، لكن إدلب هي العشق، كنت أحضر خطابا بعد عودتنا من الجمعية العمومية للأمم المتحدة لأضعكم بصورة ما حصل معنا، فآثرت أن يكون الخطاب من هنا، من إدلب، وفاء لها.
وتابع: اخترت إدلب لأخاطب منها أهل سورية عرفانا لها، فقد كانت هي الأم التي فاء إليها أبناؤها، وتحولت إلى سورية مصغرة حين عزت الأرض وضاقت عليها بما رحبت، فانحاز إليها الناس وشاركوا جميعا في هذا الإنجاز التاريخي.
وقال: بكم جميعا رفعت سورية رأسها وشمخت عاليا بين الأمم واستعادت كرامتها وعزتها، إنكم بصنيعكم هذا قد أصبتم العالم بالدهشة والذهول، لقد التقيت بعظماء العالم وكبار ساسته فرأيت إجلالا واحتراما وتقديرا لعظيم ما فعلتم، كل ذلك أعانني بعد الله أن أنقل صورتكم إلى العالم أجمع، وأنقل معها آلامكم وآمالكم مع الحفاظ على كرامتكم وعزتكم.
وأضاف: لقد رأيت إصرار الدول بالإجماع على وحدة سورية واستقرارها ورفض دعوات التقسيم.
وأكد أن سورية «تحتاج جميع أبنائها لإعادة بنائها، إن وحدة الشعب السوري واجب لا مفر منه، وهو أساس لإعادة بناء سورية الجديدة التي يشارك فيها أبناؤها جميعا دون تفرقة، وينظم الجميع تحت ظل القانون وبحقوقه المتساوية».
وأشار إلى أن «رفع العقوبات ليس غاية بحد ذاته، بل وسيلة لخدمة الشعب وجذب الاستثمارات وتحسين الاقتصاد وتطوير البنية التحتية وخلق فرص عمل لإعادة بناء البلد من داخلها».
وشدد على أن سورية «لم تعد معزولة عن العالم، فقد أعادت وصل ما انقطع، وأثبتت أنها قادرة على تقديم الكثير، وها قد عادت سورية إلى مكانتها التاريخية الفاعلة بين الأمم، وكما نصرنا الله على أبشع نظام عرفه التاريخ الحديث، فإننا قادرون بإذن الله على بناء بلدنا من جديد».
وأضاف الشرع: إننا اليوم مطالبون بالعمل والكدح والصبر وتقديم كل ما نستطيع لهذه الغاية، واليوم فرصتنا عظيمة للمّ شملنا، وإن قوتنا تكمن في وحدتنا، وإن الوحدة رحمة والفرقة عذاب.