نزيه الرواس من أقدم مُصلّحي الدراجات الهوائية في ريف دمشق

يمتهن 'نزيه الرواس' 64 عاماً، مهنة صيانة الدراجات الهوائية منذ 40 عاماً إضافة لمهنة الحدادة. فالرجل الذي كان يخلق من الحديد أبواباً ونوافذ. بات يخلق حلولاً لمشاكل الدراجات ويصلحها مهما كان العطل كبيراً.

حملت الأربعون عاماً من تصليحه  للدراجات الهوائية، له «الخبرة، والتعرف على مختلف الدراجات» التي  تطورت مع الأيام كما عرف أصحابها واهتماماتهم بمختلف أعمارهم. كما يقول لـ'سناك سوري' ويضيف بأن زبائن محله في القطيفة بريف دمشق يأتون إليه من معلولا وجيرود وعكوبر وغيرها من مناطق ريف دمشق.

يختلف تصنيف الدراجة الهوائية بين المدينة والريف، ففي ريف دمشق خصوصاً. تعد الدراجة وسيلة نقل مهمة لمحدودي الدخل وللفلاحين منهم سابقاً كونها الوسيلة الأساسية للوصول إلى أراضيهم في مزارع المنطقة. وليست وسيلة رياضية لوقت الفراغ فحسب.

غلاء البنزين والوقود بشكل عام، زاد من الإقبال على قيادة الدراجة وبالتالي صيانتها وشراء قطعها، وزيارة مصلحيها.

فيما حتى اليوم لا تزال الدراجة جزء موجود بأغلب البيوت كونها مركوب الفقير، ومهنة التصليح قديمة وباقية والإقبال عليها موجود وكبير على حد قول 'الرواس'.

طال الغلاء مستلزمات وقطع صيانة الدراجات. وفق 'الرواس'، لافتاً أن الزبون بات يخاف أن تكون دراجته بحاجة إلى قطع جديدة جراء الأسعار المرتفعة.

يرجع صاحب محل صيانة الدراجات الهوائية سبب أعطال معظم الدراجات إلى رداءة التصنيع. ويقول: «العام الماضي كان الدولاب بـ25 ألف ليرة. لكنه اليوم 75 ألف ليرة وممكن بعد الغد أن يصبح 80. وهذا يشكل عقبة لمحدود الدخل والموظف مثلاً أن يصلّح دراجته».

وهو ما يجمع عليه عدد من مصلحي الدراجات، فالأسعار المرتفعة للقطع والمرتبطة بسعر الصرف تؤثر على الزبائن. وعادة ما تأتي الدراجات بعد عمليات 'تسكيج' أي تجاهل متكرر للمشكلة أو تدعيمها بشكل غير مرن، لاستخدامها حتى الرمق الأخير.

ويبدأ سعر الدراجات الجديدة  الأكثر شراءً من 500 ألف وصل إلى مليوني ليرة وتختلف حسب الحجم ونوع الحديد وبلد المنشأ.

أما الدراجات المستعملة فتبدأ من 150 ألف ليرة ومنها ما يصل إلى مليون ليرة أيضاً.

سعر الدراجات الهوائية الجديدة يتراوح بين 500 إلى مليوني ليرة، والمستعملة من 150 ألف إلى مليون ليرة

يكثر سؤال الزبائن عن قطع مستعملة كبديل عن قطع الدراجات الجديدة مرتفعة السعر. والتي عادة ً يحتفظ بها مصلحو الدراجات ويعيدون تهيئتها لتخدم سنوات أكثر. وأحياناً تكون القطع المستعملة أقوى من الجديدة خصوصاً إذا كانت من أيام ما قبل الحرب وصنعة متينة، وفقاً لـ'الرواس'.

يضيف 'الرواس' أن سعر القطعة المستعملة يبلغ نحو نصف ثمن الجديدة منها. وهو ما يحل مشكلة قلق الزبون من دفع نقود كثيرة.

وتعاني مهنة صيانة الدراجات الهوائية من غياب الكهرباء. وهو أكثر ما يؤلم أصحاب هذه المهنة ، فيؤجل نزيه زبائنه حتى ساعة الكهرباء الموعودة. ليلحم قطع الدراجات الحديدية أو يقص عبر آلات ذات استطاعة مرتفعة .