اخبار سوريا
موقع كل يوم -سي ان ان عربي
نشر بتاريخ: ١٠ حزيران ٢٠٢٥
(CNN)-- أصدرت سوريا، الثلاثاء، ضوابط جديدة مُحافظة تُلزم النساء بارتداء البوركيني أو ملابس سباحة تُغطي كامل الجسم على جميع الشواطئ العامة، في أحدث تحوّل ثقافي منذ أن أطاح الثوار بقيادة الإسلاميين بنظام الديكتاتور بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأعلنت وزارة السياحة أن الإرشادات الجديدة وُضعت 'لمقتضيات المصلحة العامة'.
وصرّح وزير السياحة مازن الصالحاني في تعميم نُشر على فيسبوك: 'يُطلب من جميع رواد الشاطئ الالتزام بالآداب العامة ومراعاة الذوق العام والخصوصية الشخصية للآخرين، مع تجنّب أي مظهر أو سلوك قد يُعدّ خادشا للحياء أو منافياً للأجواء العائلية'.
ويُنص التعميم على أنه 'يُطلب ارتداء ملابس سباحة أكثر احتشامًا في الشواطئ والمسابح العامة (البوركيني أو ملابس السباحة التي تُغطي جزءًا أكبر من الجسم)'، مُضيفًا: 'عند التنقل بين الشاطئ أو أماكن أخرى من الضروري ارتداء غطاء للشاطئ أو رداء فضفاض (للنساء) فوق ملابس السباحة'.
ويُطلب من الرجال ارتداء قمصان بموجب التوجيه الجديد، الذي ينص على أنه 'لا يُسمح بارتداء ملابس عارية الصدر في الأماكن العامة خارج مناطق السباحة، وبهو الفندق، وأماكن تقديم وتناول الطعام'.
ووفقًا للتوجيه، يُفضّل ارتداء ملابس فضفاضة تغطي الكتفين والركبتين في الأماكن العامة خارج الشواطئ والمسابح، وتجنب الملابس الشفافة أو الضيقة جدًا.
ومع ذلك، أفادت الوزارة بأنه يُسمح بارتداء ملابس السباحة الغربية التقليدية في المنتجعات والفنادق 'المصنفة على أنها دولية وممتازة (4 نجوم)' وفي الشواطئ والمسابح الخاصة.
ولم تتضح بعد العواقب التي سيواجهها من لا يلتزمون بالإرشادات، لكن الوزارة أكدت أن 'منقذي الشاطئ ومشرفي الشواطئ' سيراقبون الأشخاص لضمان التزامهم.
تعكس اللوائح الجديدة نفوذ هيئة تحرير الشام، التحالف الإسلامي الذي يقود حاليًا الحكومة الانتقالية السورية. تُعرف الهيئة سابقًا باسم جبهة النصرة، وهي مُصنفة كجماعة إرهابية من قِبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
قاد الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، الذي وقّع على توجيه قواعد اللباس، هيئة تحرير الشام في الهجوم الخاطف الذي أدى إلى سقوط الأسد، الذي ظل نظامه في السلطة لعقود.
في مارس/آذار، وقّع الشرع دستورًا مؤقتًا ينص على حكم إسلامي لمرحلة انتقالية مدتها خمس سنوات. وصرح الشرع في ديسمبر/كانون الأول أن إعادة صياغة دستور سوريا قد تستغرق ثلاث سنوات، مع احتمال إجراء انتخابات في غضون خمس سنوات.
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، ومقرها الولايات المتحدة، في مارس/آذار إن 'السلطة الواسعة للشرع تثير مخاوف جدية بشأن ديمومة سيادة القانون وحماية حقوق الإنسان ما لم تُوضع ضمانات واضحة'.
ووصف وزير السياحة الصالحاني، الذي سعى مؤخرًا لجذب مستثمرين قطريين وسعوديين لمشاريع سياحية بقيمة 'مليارات الدولارات'، القواعد بأنها تحترم التنوع الثقافي والاجتماعي والديني في سوريا.
ويأتي هذا الإعلان في خضم جهود لإنعاش قطاع السياحة في سوريا بعد رفع العقوبات الأمريكية في مايو/أيار 2025 - وهي خطوة وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها 'فرصة عظيمة' لسوريا.