اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
البوكمال – مراسل الفرات :
تعاني أحياء كاملة في مدينة البوكمال السورية من شح المياه والجفاف رغم أن نهر الفرات على بعد أقل من كيلومتر واحد منها.
وتعتمد أحياء مثل 'دوار المصريّة' وحي 'الهجّانة' بشكل كلي على شراء المياه من الصهاريج الخاصة، بعد أن جفت الأنابيب المنزلية أو لم تعد تصلها أساساً. وتتحول الحياة في هذه الأحياء إلى معاناة يومية، حيث ينظم السكان طوابيرهم أمام خزاناتهم الفارغة منتظرين قدوم صهريج قد يرفض المجيء إن لم تكن الجيوب مليئة.
أسعار تكوي الجيب
يقول أبو أحمد (54 عاماً) أحد سكان حي 'الجمعيات': 'النهر يشق مدينتنا ونحن نموت عطشاً، المياه التي تصلنا إما مقطعة لأسابيع أو أن قوتها لا تسمح برفعها إلى الطوابق العليا، الحل الوحيد هو الصهاريج، لكن سعر الصهريج الواحد قد يصل إلى ١٥٠ ألف ليرة سورية، وهو مبلغ لا تستطيع معظم الأسر تحمله أكثر من مرة في الشهر'.
وتشكل تكلفة شراء المياه عبئاً مالياً خانقاً للأسر، حيث تضطر إلى تخصيص جزء كبير من دخلها الشحيح لتأمين هذه السلعة الأساسية على حساب الطعام والدواء والتعليم.
مياه عكرة ومخاوف صحية
لا تقتصر المشكلة على الغلاء فقط، بل تمتد إلى جودة المياه، فكثيراً ما تصل المياه عبر الشبكة العامة عكرة وذات لون موحل، ما يجعلها غير صالحة للشرب حتى في أوقات وصولها وفقاً لشكاوى من السكان.
أم علي من دوار 'المصريّة' تقول: 'حتى عندما تأتي المياه لا نستطيع شربها ونستخدمها للغسيل والتنظيف فقط، للشرب لابد من شراء المياه النقية المعبأة أو من الصهاريج الموثوقة، وهذا كله يتطلب مالاً إضافياً لا نملكه'.
نداء استغاثة للمسؤولين
يوجه أهالي هذه الأحياء نداءً عاجلاً إلى الجهات المعنية والمؤسسات المسؤولة للتدخل العاجل، مطالبهم تتمثل في إعادة تأهيل شبكات المياه وضخها بشكل منتظم ومستقر إلى جميع أحياء المدينة، وفتح تحقيق حول أسباب تردي خدمة المياه في مدينة تقع على ضفاف أحد أكبر الأنهار في المنطقة، وتنظيم أسعار صهاريج المياه ومراقبة جودتها من قبل البلدية لحماية المواطنين من الاستغلال والمخاطر الصحية.
في الوقت الذي تبقى فيه حلول السلطات المحلية غائبة أو غير فعالة يستمر أهالي البوكمال في مواجهة معضلة يومية، إما دفع ثمن باهظ لشراء حياة سائلة أو التعايش مع عطش يقوض كرامتهم ويهدد صحتهم، بينما يجري نهر الحياة الفرات على بعد أمتار من بيوتهم، شاهدا صامتا على مأساتهم.




































































