الحى أصله إيه.. "أمير الجيوش" من هنا تخرج عربات التمر والسوبيا وقدرة الفول

عندما تصل عند ميدان باب الشعرية سوف يجذبك تمثال الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب ويذكرك بأجمل ألحان وأغانى زمن الفن الجميل وتجد فى كل ناحية محلات تجارية أنشطتها مختلفة منها محلات لبيع الأحذية والصابون والجزارة وغيرها، لكن إذا قصدت الوصول إلى شارع المعز لدين الله الفاطمى يجب أن تمر من خلال شارع واحد هو شارع أمير الجيوش.

وعند دخول هذا الشارع الذى يعد من أقدم شوارع القاهرة الفاطمية، سوف تجد على الجانبين عقارات جديدة وقديمة، بجانب بيوت أثرية شاهدة على تاريخ الشارع وتطوره فى كل عصر، ويلفت انتباهك المحلات التجارية المتخصصة فى طى الحديد الذين لا يتوقفون عن الدق طوال ساعات النهار، لتحويل الحديد والنحاس لأوانٍ مختلفة الأشكال مثل أوانى للطهى أو قدرة فول أو تصميم أشكال فنية مختلفة لتضيف مظهر جمالى لعربات الباعة الجائلين من بائعى الفول والسوبيا والتمر.

وتعمل بعض المحلات أيضاً على تصميم عربات الباعة الجائلين بأشكال مختلفة وبأحجام أيضاً مختلفة، والتى يشتريها باعة التمر والسوبيا والفول والساندويتشات، وتختلف أسعار العربات باختلاف الخامات المستخدمة فى تصميم العربة وحجمها ومميزاتها.  

يطلق بعض سكان المنطقة على الشارع اسم 'مارجوش – مرجوش'، اختصاراً لاسمه 'أمير  الجيوش'، الذى أشارت بعض الأقاويل إلى أن سبب تسمية الشارع يعود إلى بدر الدين الجمالى، قائد جيوش الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، الذى استعان به الخليفة لإنقاذ مصر من الأزمة التى كانت معروفة بـ'الشدة المستنصرية' والتى عانت منها مصر طيلة 7 سنوات بسبب جفاف النيل.

وبحسب ماذكر بكتاب 'من سيرة المماليك' لـ جيهان مأمون، فإن مصر شهدت أزمة طاحنة فى عصر الخليفة المستنصر بالله، استمرت لمدة سبع سنوات، وتبعها طاعون قضى على ثلث سكان مصر، وذكر الكتاب أن المستنصر بالله، أنعم على بدر الجمالى بلقب السيد الأجل أمير الجيوش ناصر الإمام المستنصرى، لنجاحه فى القضاء على رؤوس الفساد من الجنود الأتراك والمغاربة والمرتزقة، وعمل الجمالى على إعادة النظام والاستقرار لمدينة القاهرة فى هذا الوقت الصعب.