"قافلة النور".. آلاف اللاجئين السوريين في تركيا يحاولون دخول اليونان

قالت صحيفة 'الغارديان' البريطانية إن آلاف اللاجئين السوريين في تركيا تجمعوا قرب الحدود مع اليونان في قافلة أطلق عليها المنظمون اسم 'قافلة النور' في محاولة جريئة ويائسة لدخول الاتحاد الأوروبي بشكل جماعي.

وأضافت الصحيفة أن السوريين وضعوا خططا للرحلة منذ مطلع الشهر الجاري عبر قناة على منصة تلغرام تضم حاليا أكثر من 85 ألف مستخدم.

وطلب المنظمون، الذين يُعتقد أنهم أنفسهم لاجئون سوريون، طلبوا من الراغبين بالانضمام للرحلة إحضار أكياس نوم وخيام وسترات نجاة ومياه وأغذية المعلبة وإسعافات أولية.

ووفقا للصحيفة فإن العدد الفعلي للمنضمين للقافلة غير واضح لغاية الآن، لكن المنظمين يقولون إن من المتوقع وصوله لنحو 100 ألف شخص.

ومنذ فجر الاثنين، بدأ أعضاء القافلة رحلتهم إلى نقطة التقاء محددة في مدينة أدرنة شمال غربي تركيا بالقرب من الحدود مع اليونان، والتي تم الإعلان عنها عبر قناة تلغرام في اليوم السابق. 

وتبين الصحيفة أن الخطة تتضمن السير عبر الحدود اليونانية ليشقوا طريقهم إلى الاتحاد الأوروبي.

وتضم المجموعة أطباء ومهندسين ومحامين قدموا من جميع أنحاء سوريا بعد فرارهم من الحرب الأهلية التي بدأت في عام 2011.

وأوضح المنظمون في بيان لهم أن القافلة التي 'خرجت من رحم الثورة' خرجت بسبب 'العنصرية المقيتة' التي تعرضوا لها من قبل 'بعض الأحزاب في الجمهورية التركية وأدت لمقتل سوريين'.

كما أشار المنظمون إلى وجود 'ضغوط' تمارس عليهم من أجل اجبارهم على العودة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري 'وهذا يعني تعريض حياتنا للخطر مرة أخرى'.

وذكرت الصحيفة نقلا عن أحد المنظمين القول إن أفراد من القافلة تعرضوا لهجوم على الحدود اليونانية من قبل مهربي البشر مساء الإثنين، مما حدا بالمنظمين إعادة تجميع صفوفهم في إسطنبول قبل التوجه إلى الحدود معا في مجموعة واحدة اعتبارا من صباح الثلاثاء.

وتطالب القافلة الأمم المتحدة بحماية اللاجئين السوريين من 'كافة أشكال الإساءة الجسدية والنفسية والسياسية'، كما طالبوا الحكومة السورية المؤقتة، المشكلة من قبل المعارضة في المنفى، التواصل مع الاتحاد الأوروبي 'لفتح الأبواب أمام هذه القافلة أو إيجاد حلول فورية'.

ونقلت الغارديان عن المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوكو ناروشيما إن المفوضية على علم بالمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تهدف إلى تنظيم تحركات كبيرة للأشخاص من تركيا نحو الاتحاد الأوروبي، لكنها لم تشارك ولم تشجع على ذلك.

وعبرت ناروشيما عن قلقها على سلامة وأمن أولئك الذين قرروا المشاركة في هذه القافلة، والتي ربما تكون محفوفة بالمخاطر وخطيرة'.

وتبين الصحيفة أن نحو 400 شخص أجبروا مؤخرا على العودة إلى ديارهم في إدلب بسوريا أثناء محاولتهم عبور الحدود السورية إلى تركيا للانضمام إلى القافلة، لكنهم تعرضوا لهجوم من قبل مسلحين إسلاميين متشددين.

وقال الناشط البارز في مجال حقوق اللاجئين السوريين في تركيا طه الغازي، وهو ليس جزءا من القافلة، إنه يتفهم سبب رغبة العديد من السوريين في مغادرة تركيا ومنها 'ارتفاع العنصرية' والصعوبات المالية الناجمة عن 'التضخم الاقتصادي'.

ومطلع هذا الشهر، قتل شاب سوري يبلغ من العمر 18 عاما يدعى فارس العلي متأثرا بـ'طعنات عنصرية' تلقاها من مجموعة من الشبان الأتراك، حيث يقيم مع عائلته في ولاية هاتاي جنوبي البلاد. 

بينما تعرضت السورية ليلى محمد البالغة من العمر 70 عاما للركل على وجهها من قبل رجل تركي في مايو الماضي.

وقالت سارة حشاش من 'حملة سوريا'، وهي جماعة مدافعة عن حقوق الإنسان إن هذين الحادثين أثارا ضجة دولية، لكن لم يتم الإبلاغ عن العديد من الحوادث المماثلة خوفا من ترحيل الضحايا قسرا إلى سوريا.

ويعيش أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري في تركيا، حيث وردت تقارير حديثة عن تصاعد التوترات والعنف ضد السوريين في أجزاء من البلاد.