×



klyoum.com
syria
سوريا  ٨ كانون الأول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
syria
سوريا  ٨ كانون الأول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار سوريا

»سياسة» درج»

أزمة ميزان التعاطف في المقتلة السورية

درج
times

نشر بتاريخ:  الأثنين ٨ كانون الأول ٢٠٢٥ - ١٢:٣٠

أزمة ميزان التعاطف في المقتلة السورية

أزمة ميزان التعاطف في المقتلة السورية

اخبار سوريا

موقع كل يوم -

درج


نشر بتاريخ:  ٨ كانون الأول ٢٠٢٥ 

أكثر ما آلمني، ليست حيرتي تجاه استجابة الحاضرين، ورغبتي في أن تكون باهتة، بينما هي كانت ربما، على العكس تماماً، وفي سياق مشحون حدّ المذبحة. ما آلمني فعلاً، هو تلك الذكرى التي عادت إليّ عن أحد 'شهداء' المدينة، وهو واحد من الأسماء التي ذُكرت في قائمة شهدائها. 

 في مدينة جبلة على الساحل السوري، وفي اليوم التالي لخروج مظاهرات لأبناء الطائفة العلوية احتجاجاً على الظلم الواقع بحقّهم من جهة حكومة دمشق، الظلم الذي بلغ حدّ المجزرة، أُقيم حفل تكريمي لـ'شهداء الثورة السورية' من أبناء المدينة، أولئك الذي قُتلوا في الحرب ضدّ نظام الأسد. 

إقامة هذا الحفل، في هذا الوقت بالذات، لم يكن مستغرباً ضمن الجو المشحون الذي تعيشه المدينة، وباقي مدن الساحل السوري، وعموم سوريا، بسبب الحقن الطائفي الذي عاد يطفو على السطح منذ شهر آذار/ مارس الماضي.

أصرّت زوجتي على متابعة الفيديو المصوّر للحفل على شاشة موبايلها، لتتأمّل وجوهاً ألفتها، وأحبّتها من بين أُسر الضحايا، وأوجهاً من المدينة التي عاشت فيها جزءاً حميمياً من طفولتها، وما تخيّلته وأنا أستمع من بعيد إلى عرّيف الحفل، هو استجابة باهتة للحضور مقابل العرّيف الذي يكاد ينفجر زعيقاً، مصرّاً على استعادة 'روحية' أيام الثورة الأولى ومن أمام مسجد أبو بكر الصدّيق في المدينة، طلب عرّيف الحفل من الشباب الحاضرين استعادة هتافات تلك الفترة نفسها، وبالحماسة نفسها أيضاً.

وما كان للقصد من وراء هذا الإلحاح، من جهة عرّيف الحفل عضو 'الهيئة السياسية'، أن يغيب عني، أو عمّن حضر المناسبة أو شاهدها، خصوصاً في السياق شديد التوتّر والاستقطاب، الذي يشهده الساحل السوري وسوريا بشكل عام، ولم يغب عن الحفل 'الأحداث' حسب اللغة الرسمية التي شهدها الساحل، أي المجازر، إذ قال المحافظ عثمان حينها 'شاركنا في فعّالية لوزارة الدفاع لتكريم الجرحى والمصابين خلال العمليّات العسكرية، سواء في معركة التحرير أو في المعركة الأخيرة ضدّ الفلول في اللاذقية'.

البكاء بصوت مخنوق

أكثر ما آلمني، ليست حيرتي تجاه استجابة الحاضرين، ورغبتي في أن تكون باهتة، بينما هي كانت ربما، على العكس تماماً، وفي سياق مشحون حدّ المذبحة. ما آلمني فعلاً، هو تلك الذكرى التي عادت إليّ عن أحد 'شهداء' المدينة، وهو واحد من الأسماء التي ذُكرت في قائمة شهدائها.

أذكر أنه عند وصول نبأ مقتله لم أتمكّن، وأنا أتّصل بأبيه، من أن أقول له كلمة عزاء واحدة، ولا هو أصلاً كان ينتظر مني هذا. كان في ذلك خطر مميت علينا نحن الاثنين، ففي الزمن الأسدي، الهواتف، والجدران، بل وحتى نسمة الهواء، كان لها آذان… تبادلنا كلاماً لا معنى له، بينما كنا نبكي بصمت.

لم يكن الشابّ، ابن صديقي، قد بلغ السابعة والعشرين من عمره، عند مقتله على أحد خطوط القتال بين قوّات النظام وقوّات المعارضة في الريف الشمالي لمدينة اللاذقية، وما كان يجب أن تكون هكذا نهايته، ولا نهاية من مات من أيّ طرف من الأطراف المتحاربة، في مثل عمره أو من جيله، أو من أيّ عمر، أو جيل، أو طائفة، أو جنسيّة، ولكنّه في النهاية اختار، ومضى في طريقه، كما اختار غيره ومضى لمواجهة المصير نفسه: الموت.

مهما كانت دوافع الذين انخرطوا في القتال، فإن النظر إلى جثث القتلى في المأساة السورية من زاوية محدّدة، وبعد معركة بالسلاح بين طرفين متأهّبين، وبما لا يدع لأحد فرصة إلا ليرى بعين واحدة، فيرى هذا مات على حقّ، أي شهيد، والآخر مات على باطل، أي 'فطيس'. النظر بهذه الطريقة يقودنا إلى شيء واحد: تقسيم الموت.

وتقسيم الموت بهذه الطريقة، يجعله مستساغاً أكثر، وبالتالي 'عادياً' بالنسبة لنا، وكارثة على أعدائنا، تماماً كأية مذبحة عابرة. أظنّ أن مشكلتي مع الاحتفالية، كانت في هذه النقطة بالذات: باعتبار من ماتوا ضمن سياق محدّد وحصري، هم وحدهم الشهداء، أما غيرهم، وبالذات ممن قاتلوا إلى جانب النظام السوري، فهم 'فطائس'. كيف يمكننا الحديث عن 'مصالحة' بينما ما نزال حتى اللحظة نتعامل مع حدث من مستوى الموت نفسه، وبحجم مجازر جابت الجغرافيا السورية كلّها، بهذا التقسيم؟!

'شارع' يواجه 'شارع'

يروّج في سوريا حالياً، أو على الأقلّ، في مناطق سيطرة حكومة الشرع، لخطاب فجّ واضح: 'كراهية كلّ ما هو غير سنّي'، ولا نتحدّث هنا عن المجازر والفزعات، بل عن جهود مؤثّرين وموظّفين في مؤسّسات إعلامية، يرون أنه 'حان وقتهم'، وكلّ ما هو غير سنّي لا يعني الطوائف فقط، بل الرموز التاريخية والتماثيل لمحسوبين على 'البعث'، هذا الخطاب تتبنّاه شخصيّات مؤثّرة بارزة، وحشود قرّرت أنها 'الأغلبية'، وأنها على 'قلب رجل واحد'، ومن يشذّ فهو 'مارق كافر انفصالي خائن'، وفي أحسن الأحوال 'كيوت'.

هذا الخطاب والفاعلون فيه، يوصف أحياناً من قِبل البعض بـ'اللحظة الفاشية السنّية'، يرى أن السنّة وفقط السنّة، هم 'الضحيّة'؛ بأل التعريف، لكلّ ممارسات النظام السابق الوحشية، وأنهم (السنّة فقط) وحدهم من قام بالثورة على هذا الظلم، وهم من دفعوا الثمن.

حالة كهذه، تدفع المرء إلى طرح سؤال، من هو صاحب المصلحة في انتشار هكذا خطاب/ سعار؟! ولماذا كلّ هذا الصخب، سواء في حفل يُفترض أنه لتكريم 'شهداء'، أو حتى في مسيرة يُفترض أنها لإحياء فكرة 'الوحدة الوطنية'؟ صراخ ورغي وزبد في مناسبة يُفترض أنها للتذكير بمن قضوا، أو للتعايش بين من بقوا على قيد الحياة، لِمَ كلّ هذا في لحظة من المفترض أن تكون للتأمّل، للمسامحة، والأهمّ، للحداد الذي ما زال السوريون محرومون منه؟!

أزمة ميزان التعاطف في المقتلة السورية
موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار سوريا:

سوريا.. لقطات توثق تأثر وبكاء الرئيس الشرع وعقيلته لدى سماعهما قصص معاناة بسبب النظام السابق (فيديو)

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
7

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2230 days old | 151,959 Syria News Articles | 721 Articles in Dec 2025 | 79 Articles Today | from 45 News Sources ~~ last update: 29 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


لايف ستايل