شوارع الغضب.. للكاتب أمين الساطي
موقع كل يوم - الثورة
نشر بتاريخ: ٢٧ حزيران ٢٠٢١
الثورة أون لاين - علاء الدين محمد:
لربما اختاره الكاتب عنواناً حياً مستوحى من واقع الأحداث التي جرت مؤخراً في لبنان، وقد أسقطها على النفس البشرية وأهوائها، حيث عبَّر عن مخازن الغضب والتمرد والرغبات المكبوتة لدى كل إنسان عن طريق اللاوعي، عندما نترك العقل اللاإرادي يعمل دون أن يكبح جماحه أو يحجم رغباته وأمنياته الوعي.. تداخلت أحداث الرواية بين الشارع الغاضب ثائراً على أوضاع متردية وحكومة غير مسؤولة، وبين أحداث أكثر تردياً، تطرق خاطر البطل ومكنوناته الداخلية، فقد لايرى القارئ العادي بداية إلا أحداثاً يرتبها الكاتب ويقصها بطريقة السرد المعتاد للروايات والأحداث التي تمر معه، لكن مايلبث أن يكتشف بالتحليل عمق شخصية الكاتب عندما يعلم أنها مجرد غيبوبة (حياة أخرى)عاشها كما يريد لا كما ينبغي أن تكون أو كما يريدها الآخرون والمجتمع.
من هنا برزت روعة الكاتب وصراحته في طرح عدد من المواضيع التي تحتاج إلى قوة وجرأة لطرحها عادة.. كموضوع الرغبات الجسدية.. والقضاء على الخصم دائماً.. والعمل بالممنوعات والمحرمات في حياتنا العادية وفي العرف والتقاليد.. أفرط الكاتب في واقعيته ووصفه لشخوص الرواية المقربين منه الذين تشارك معهم أحداثها سواء بتصرفاتهم أو تعابيرهم وكلماتهم، وصورها ببراعة وتميز.
عرج الكاتب على سلبيات غضب الشارع قبل إيجابياته، وبين بعض المشاكل التي عانتها وتعانيها البلاد في تلك الفترة الصعبة من تاريخ لبنان، والتشتت الواضح والفرقة والطائفية البغيضة التي تستعيد نفسها مع كل حدث يفسح لها المجال لتتأجج من جديد.
الهروب من الواقع المر بمآسيه ومشكلاته كان من أهم سمات شخصية البطل حتى ولو كانت آنية عن طريق تعاطي الممنوعات التي تجعله يغيب لفترات في عالم آخر، ليسرق ساعات قليلة تمنحه السكينة المؤقتة.. ليعود اليأس مطبقا عليه من جديد عند زوال تأثيرها إلى واقع مؤلم لامفر منه.
شوارع الغضب رواية للكاتب أمين الساطي الصادرة عن توتول للطباعة والنشر والتوزيع في دمشق شارع الحلبوني