اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ٥ تموز ٢٠٢٥
الجماهير || أسماء خيرو..
في مدينة حلب، حيث يعتمد آلاف المواطنين على وسائل النقل العام (السرافيس) كشريان حياتي للتنقل، تحولت هذه الخدمة من وسيلة مريحة إلى كابوس يومي يستنزف طاقة الركاب جسدياً ونفسياً ومادياً ' الأجرة المرتفعة '. فالفوضى العارمة والخلل التنظيمي حوّلا رحلات التنقل إلى جحيم حقيقي، وسط استجابة رسمية لا تزال خجولة وغير متناسبة مع حجم المعاناة التي يعيشها المواطن الحلبي على الأرض.
خطوط حيوية تتحول إلى بؤر للازدحام والمعاناة
تتصدر خطوط رئيسية مثل السكري، الفردوس، كرم الميسر، الهلك، الزبدية، الإذاعة، صلاح الدين، والحمدانية قائمة أكثر المسارات اضطراباً، وفقاً لشكاوى عديدة تلقتها صحيفة 'الجماهير' من ركاب يعانون من اختناقات مرورية خانقة، خاصة عند زاوية القصر البلدي في أوقات الذروة. المشكلة الأكبر تكمن في عدم التزام السائقين بنظام الدور، مما يجبر الركاب على انتظار قد يصل إلى ساعتين تحت أشعة الشمس الحارقة داخل السرفيس حتى يكتمل العدد وتتحقق رغبة السائق في الانطلاق.
'سرقة الزبائن': الفوضى تُغتال وقت المواطن وطاقته
يكشف الركاب عن ممارسات عشوائية يقوم بها بعض السائقين، أبرزها ما يُعرف محلياً بـ'سرقة الزبائن'، حيث يتجول السائقون بعيداً عن المسارات المحددة، لالتقاط أكبر عدد ممكن من الركاب، في سباق محموم لتحقيق أرباح إضافية. هذه الممارسات تتم على حساب راحة المواطن ووقته، مما يفاقم من معاناته اليومية.
تداعيات خطيرة: من الازدحام إلى الانهيار النفسي
لا تقتصر المعاناة على ضياع الوقت فحسب، بل تمتد إلى:
– اختناقات مرورية تعيق حركة المدينة، خاصة في ساعات الذروة.
– ضغوط نفسية وجسدية، خاصة على كبار السن وأصحاب الحاجات الطارئة.
– انهيار ثقة المواطن بفاعلية النقل العام كخدمة أساسية، مما يزيد من إحساسه بالإهمال.
مطالب عاجلة: حلول عملية لإنقاذ المواطن من الجحيم اليومي
في ظل تفاقم الأزمة، يطالب الركاب الجهات المعنية باتخاذ إجراءات فورية، منها:
– تخصيص أماكن محددة لانتظار وسائط كل خط، خاصة في المناطق المزدحمة مثل سوق الهال وساحة سعد الله الجابري.
– فرض نظام دور إلزامي ومنع التجاوزات.
– معاقبة كل من يخالف نظام المواقف أو يتسبب في عرقلة الحركة المرورية.
– نشر عناصر مرور بشكل دائم في نقاط الازدحام لتنظيم العمل ومنع الفوضى.
– إلزامها بالتوقف في المواقف المخصصة لها، وإعادة وسائط نقل الريف إلى كراجات باب جنين بدلاً من التجمّع العشوائي الذي يزيد الأزمة سوءاً.
5- تخفيض أجرة الركوب بما بتناسب مع أسعار المحروقات.
ختاماً: أزمة مزمنة تحتاج إلى حل جذري
لم تعد فوضى مواقف السرافيس في حلب مشكلة عابرة، بل تحولت إلى أزمة مزمنة تهدد استقرار الحياة اليومية للمواطنين. إن التدخل العاجل والحازم من الجهات المعنية بات ضرورة لا تحتمل التأجيل، لضمان تنظيم هذه الخدمة الحيوية، وإنهاء معاناة آلاف الحلبيين الذين يستحقون تنقلاً آمناً، مريحاً، يحفظ كرامتهم ويوفر لهم أبسط مقومات الحياة الكريمة.