اخبار سوريا
موقع كل يوم -تلفزيون سوريا
نشر بتاريخ: ٢٢ شباط ٢٠٢٥
كشفت مصادر خاصة لتلفزيون سوريا عن الموعد الأولي لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني المرتقب وتفاصيله، بعد أن أعلنت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، استكمال سلسلة لقاءاتها التمثيلية في جميع المحافظات، حيث شارك فيها 4000 مواطن ومواطنة لضمان شمولية التمثيل المجتمعي.
وقالت المصادر لتلفزيون سوريا إن الموعد الأولي سيكون يومي 24 و25 شباط الجاري. حيث سيكون اليوم الأول مخصصاً للتعارف وبناء العلاقات بين المشاركين، بينما سيُخصص اليوم الثاني لمناقشة ستة ملفات رئيسية.
وأوضحت المصادر أن الملفات الستة هي: العدالة الانتقالية، وبناء الدستور والمؤسسات، وقضايا الحريات الشخصية، والحياة الإنسانية، ودور منظمات المجتمع المدني، والمبادئ الاقتصادية.
ومن المتوقع أن يصل عدد المدعوين إلى نحو 600 شخص من مختلف المحافظات السورية، حيث سيتم تقسيم المشاركين إلى ست مجموعات لمناقشة الملفات الستة.
وفي وقت سابق من اليوم السبت، أوضح المتحدث الرسمي باسم اللجنة، حسن الدغيم، في تصريح خاص لتلفزيون سوريا أن اللجنة تلقت ودونت مئات المشاركات التي 'عبّرت عن تطلعات السوريين وأسهمت في رسم مسارات النقاش الرئيسية للمؤتمر'.
وأضاف: 'لمسنا من المشاركين خلال اللقاءات روحاً وطنية عالية وحرصاً على إنجاح المرحلة الانتقالية، ورغبة عارمة لدى كافة الشرائح بالمشاركة في الحوار، مما ساعد اللجنة في توفير الكثير من الجهد والوقت'.
وحول أبرز الملفات التي تمت مناقشتها، قال الدغيم إن قضايا العدالة الانتقالية، والبناء الدستوري إلى جانب الإصلاح المؤسسي والاقتصادي برزت كأولويات رئيسية، معتبراً أن ذلك يشير إلى وجود توافق واسع بين المشاركين في الجلسات.
في سياق آخر، أشار الدغيم إلى أن اللجنة رصدت وجود اختلافات في الأولويات المحلية، خاصة فيما يتعلق بعمليات إعادة الإعمار وتقديم الخدمات، إضافة إلى النقاش حول شمولية قوانين مثل العزل السياسي.
وأردف: 'في ظل اقتراب موعد انطلاق المؤتمر، نؤكد على ضرورة اعتماد الحوار كنهج أساسي وثقافة لحل القضايا الوطنية'.
وبحسب الدغيم فإن المؤتمر سيشهد نقاشات متخصصة تهدف إلى طرح حلول عملية قابلة للتطبيق، 'ليكون خطوة محورية نحو بناء هوية وطنية جديدة ترتكز على التوافق والحوار'.
مرحلة مفصلية
أكد رئيس لجنة الحوار الوطني، ماهر علوش، أن سوريا تمر بمحطة مفصلية تتطلب من الجميع تحمل المسؤولية الوطنية لإيجاد حلول لمختلف القضايا المطروحة.
وأوضح علوش في تصريح سابق أن مؤتمر الحوار الوطني يهدف إلى الاستماع إلى آراء المواطنين واقتراحاتهم حول القضايا الوطنية، مع تحويل هذه الأفكار إلى ورشات عمل فعلية لضمان تفاعل حقيقي بين مختلف فئات المجتمع.
وأشار إلى أن السوريين لم تتح لهم فرصة الحوار المباشر منذ 75 عاماً، مؤكداً أن هذا المؤتمر يشكل فرصة تاريخية لتجاوز الماضي والمشاركة في صياغة مستقبل البلاد بشكل فاعل.
ولفت إلى أن السوريين ظلوا يتساءلون عن اليوم التالي وسط أزمات متراكمة، لكن اللحظة الحالية تتيح لهم إثبات قدرتهم على تجاوز التحديات وإعادة بناء الدولة على أسس صلبة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية 'سانا'.
أهداف مؤتمر الحوار الوطني
بيّن علوش أن الهدف الرئيسي من المؤتمر هو بناء دولة قائمة على العدالة والحرية والمساواة، وهي المبادئ التي ضحى السوريون من أجلها، مشدداً على أن اللجنة التحضيرية ستعمل على ترجمة هذه الطموحات إلى خطوات عملية.
وأكد أن اللجنة أعدت متطلبات نجاح الحوار الوطني، مشيراً إلى استمرار اللقاءات في مختلف المحافظات السورية للوصول إلى أوراق عمل تعكس وجهات نظر جميع الأطراف المشاركة.
وفيما يتعلق بآلية التمثيل، أوضح علوش أن المؤتمر سيسعى لضمان مشاركة وطنية شاملة من دون الاعتماد على نسب مئوية مرتبطة بالتوزيع السكاني أو حجم المكونات، مشدداً على أن الهدف الأساسي هو إشراك الجميع في عملية الحوار.
وعقدت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، في 16 شباط الجاري جلستها الأولى في مدينة حمص، بحضور خمسة من أعضائها السبعة، حيث اجتمعوا مع مجموعة من الشخصيات الاجتماعية والمدنية والعسكرية.
وفي وقت لاحق، عقدت اللجنة اجتماعات في بقية المحافظات السورية، بحضور ممثلين عن مختلف فئات المجتمع.
يشار إلى أن الرئاسة السورية أعلنت قبل أسابيع تشكيل لجنة للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني، بعضوية كل من: حسن الدغيم، وماهر علوش، ومحمد مستت، ومصطفى الموسى، ويوسف الهجر، وهند قبوات، وهدى الأتاسي.