اخبار سوريا
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٠ أيلول ٢٠٢٥
أكد معاون المدير العام للمياه والصرف الصحي في دمشق وريفها م.عماد نعمي أن الوضع المائي في العاصمة ومحيطها شهد تحسنا بعد تنفيذ خطة تقنين المياه، رغم التحديات التي فرضتها موجة الجفاف الشديدة التي اجتاحت سورية ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
وفي خطوة نحو تأمين مصادر مياه إضافية، كشف م.نعمي عن دراسة موضوعة على الطاولة تتناول مشروع استجرار مياه البحر الذي يعد من المشاريع الاستراتيجية المستقبلية التي تدرسها المؤسسة حاليا، معربا عن أمله في أن تسهم هذه المشاريع في تحسين واقع المياه في دمشق وريفها على المدى الطويل.
وأكد أن المؤسسة ماضية قدما في تنفيذ خطط طموحة لتجاوز هذه الأزمة المائية، واصفا الوضع الحالي بأنه يشهد تحسنا تدريجيا بفضل التنسيق بين مختلف الجهات المعنية واستخدام التقنيات الحديثة في إدارة الموارد المائية.
وأشار، بحسب تصريحات نقلتها صحيفة «الثورة»، إلى أن انخفاض موسم الأمطار لهذا العام كان السبب الرئيسي وراء تراجع المنسوب المائي في العديد من الآبار والينابيع، ولاسيما في منابع نهر بردى وآبار بردى ونبع حاروش مما أدى إلى نقص الوارد المائي من هذه المصادر الحيوية.
وأوضح نعمي أن مؤسسة المياه اضطرت إلى اتخاذ عدة تدابير لضمان استمرارية توزيع المياه بشكل عادل وفعال، وتم تطبيق خطة تقنين تدريجي بدأ من يوم بيوم ثم تطورت إلى يومين قطع بيوم وصل نتيجة عدم القدرة على تعبئة الخزانات الرئيسية المغذية لمدينة دمشق، كما تم تنفيذ عدة مشاريع لتأهيل الآبار ومراكز ضخ المياه داخل المدينة بالإضافة إلى إطلاق خطة لترشيد استهلاك المياه بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية بما في ذلك المستشفيات والمدارس بهدف الاستفادة القصوى من مصادر المياه المتاحة.
وأشار إلى أنه على الرغم من التحديات لوحظ خلال الشهر التاسع تحسن طفيف في الوضع المائي، وساعدت خطة التقنين يومين بيوم في تحسين الضغط المائي مما أسهم في تلبية احتياجات المناطق المرتفعة وتوفير المياه لجميع اطراف العاصمة، كما ساهم انخفاض درجات الحرارة في تقليص استهلاك المياه وهو ما أتاح المزيد من الوقت لتعبئة الخزانات وضمان وصول المياه إلى جميع المناطق.
وأشار م. نعمي إلى أن هذه الخطة تعتبر الحد الأقصى الذي يمكن تطبيقه في الظروف الراهنة، موضحا أن المؤسسة بصدد تنفيذ مشاريع جديدة تضمن إضافة ما لا يقل عن 10 آلاف متر مكعب من المياه يوميا لمدينة دمشق وريفها بما في ذلك المناطق المحيطية، مثل داريا، وصحنايا، والمعضمية، وزملكا، وجوبر، ومخيم اليرموك، والتضامن، والزاهرة.
مشاريع مستقبلية
وفيما يتعلق بمستقبل تأمين المياه، كشف م.نعمي عن مجموعة من المشاريع المائية المخطط لها في عام 2026 والتي تتضمن تأهيل آبار جديدة في مناطق وادي الكنائس وزرزور وجديدة يابوس لضخ كميات إضافية من المياه إلى مدينة دمشق.
كما أكد أن مصدر مياه الريمي الذي يغذي مناطق جديدة عرطوز، وجديدة الفضل، وقطنا، شهد انخفاضا في منسوب المياه بنحو 25 مترا عن المعدل الطبيعي مما أثر سلبا على قدرة المؤسسة على تزويد تلك المناطق بالمياه بشكل مستمر وذلك بسبب نقص الطاقة الكهربائية وعدم توافرها بشكل منتظم.
وأشار إلى أن معظم مناطق ريف دمشق مرتبطة بمصادر مياه تعتمد على وجود الآبار ومدى توافرها، لافتا إلى أن مشكلة نقص الطاقة الكهربائية تؤثر بشكل مباشر على إمكانية ضخ المياه إلى الخزانات مما يزيد من تعقيد الوضع، كما تم اعتماد حلول مبتكرة مثل تركيب منظومات الطاقة الشمسية في بعض المناطق الريفية، وتعمل المؤسسة على زيادة تركيب هذه المنظومات لضمان استمرارية توفير المياه في تلك المناطق.