اخبار سوريا
موقع كل يوم -عنب بلدي
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
تتزايد شكاوى أهالي في دير الزور شرقي سوريا، حول جودة قوالب الثلج المصنّع في المعامل المنتشرة في المدينة، لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة وحاجة السكان الماسة إليه لتبريد المياه وحفظ الأطعمة.
وتثار مخاوف صحية وبيئية، مما دفع دائرة المياه للتدخل وإغلاق أحد هذه المعامل مؤخرًا.
ويعتمد سكان دير الزور بشكل كبير على معامل الثلج، خاصة في فصل الصيف، إلا أن جودة المنتج أصبحت مصدر قلق رئيسي.
وتتفاوت جودة الثلج المصنّع في المعامل، ما يضع الأهالي في حيرة دائمة حول مصدر الثلج الآمن.
محمد العلي، أحد سكان حي الجبيلة، اشتكى من أن الثلج الذي يحصل عليه من بعض المعامل يبدو غير نظيف وبه شوائب، ويخشى أن يؤثر على صحة عائلته أطفاله.
وأعرب العلي عن استيائه، خلال حديثه لعنب بلدي، قائلًا إن هذه المخاوف تتجاوز المظهر، لتصل إلى تأثيرات صحية محتملة، خاصة مع انتشار الأمراض المنقولة عبر المياه الملوثة.
بالمقابل، يرى أحمد الموسى، صاحب محل بقالة في حي الحميدية، أن بعض المعامل تحافظ على مستوى جيد من النظافة والجودة، لكنه يقر بوجود تفاوت كبير بينها، مُشيرًا إلى غياب الرقابة الفعالة.
السكان اشتكوا من ألوان غريبة، وروائح غير طبيعية، ما يوحي باستخدام مياه غير صالحة للشرب أو عدم تنظيف الآلات بانتظام.
فاطمة الحسن، ربة منزل من حي الرصافة، قالت إنها تجد أحيانًا قطعًا صغيرة من الصدأ في الثلج، أو يكون لونه مائلًا إلى الأصفر، ما يجعلها تحجم عن استخدامه للشرب.
وأضافت في حديثها لعنب بلدي، أنها تضطر لشراء المياه المعبأة، مما يزيد العبء المادي عليها، مؤكدة حجم المشكلة وتأثيرها المباشر على حياة المواطنين اليومية.
بعد حالات تسمم
من جانبها، ذكرت المهندسة إسراء الحسين، مديرة المخبر المركزي في مؤسسة مياه الشرب بدير الزور، لعنب بلدي، أنّ حملة تفتيش 'مفاجئة' أظهرت وجود تلوث جرثومي في خزانات مياه أحد معامل الثلج بالمدينة، بعد تداول أخبار عن حالات تسمم محتملة.
ورغم نفي مدير مشفى 'الهويدي'، الدكتور مهند السراج، استقبال أي حالات تسمم ناجمة عن قوالب الثلج، فإن التحاليل المخبرية أثبتت وجود جراثيم في عينات مياه معمل ثلج البلدية، ما استدعى إغلاقه بالشمع الأحمر وتحويل النتائج إلى مديرية التموين لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأشارت الحسين إلى أن الحملة تأتي في ظل تحديات تواجه نظافة خزانات مياه الشرب في المنشآت العامة والمرافق الخاصة، بما في ذلك المطاعم ومعامل الثلج.
ولاحظت غياب الصيانة الدورية لهذه الخزانات، مما يوفر بيئة خصبة لنمو الجراثيم.
وتواصلت عنب بلدي مع مديرية الصحة في المنطقة للحصول على إحصائية حول عدد المصابين من التسمم جراء الثلج الملوث، إلا أنها لم تتلقّ ردًا حتى لحظة تحرير التقرير.
وبعد الأخبار المتداولة عن حالات التسممّ، تحرك المدير العام لمؤسسة مياه الشرب بدير الزور، أحمد الموسى، مع فريق متخصص من المختبر، بحسب المهندسة الحسين.
وكشف الفريق على معمل ثلج البلدية وأخذ العينات اللازمة، وبعد صدور النتائج التي أظهرت سلامة التحاليل الفيزيائية والكيميائية مع وجود تلوث جرثومي، وتم تحويل النتائج إلى مديرية التموين التي قامت بتشميع المعمل.
وأكدت المؤسسة أن العمل جارٍ للكشف عن باقي معامل الثلج في المدينة، مشيرًة إلى التوجه لاحقًا إلى المناطق الريفية، ومؤكدة على أهمية الرقابة المستمرة والوعي المجتمعي لضمان سلامة مياه الشرب وحماية صحة المواطنين من مخاطر التلوث الجرثومي.
من جهته، أكد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدير الزور، خليل الصالح، لعنب بلدي، أن المديرية 'تكثف جهودها' لمراقبة معامل تصنيع الثلج خلال فصل الصيف، بالتعاون مع مؤسسة المياه والمخابر المختصة لضمان سلامة المنتج.
وتركز الحملة على جودة ونظافة المياه المستخدمة، إذ تؤخذ عينات للفحص الدوري، بالإضافة إلى إرسال دوريات رقابية مستمرة للتأكد من نظافة المعامل والتزام العمال بالشروط الصحية، مثل ارتداء القفازات والكمامات.
كما قامت المديرية بإعداد دراسة تفصيلية لتكاليف تصنيع قوالب الثلج وإبلاغ أصحاب المعامل بها.
وأكدت المديرية استعدادها التام لتلقي ومعالجة أي شكوى من المواطنين بشكل فوري.
وفي الفترة الأخيرة، نظمت المديرية ثلاثة ضبوط بحق معامل ثلج في المدينة لمخالفتها الشروط الصحية، مشددة على أن هذه الحملة مستمرة لمراقبة جميع المعامل في المدينة والريف.