اخبار سوريا
موقع كل يوم -قناة حلب اليوم
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في مؤشر على تحول تاريخي، تشهد العلاقات بين سوريا ولبنان مرحلة جديدة من التعاون، وهو ما أكده الرئيس اللبناني جوزاف عون في تصريحاته التي أشار فيها إلى أن هذه العلاقات 'تتطور في الاتجاه الصحيح'، في إطار 'علاقة بين بلدين سيدين نديين'، حيث جاءت هذه التصريحات في رسالة وجهها إلى اللبنانيين بمناسبة الذكرى الـ 82 لاستقلال لبنان.
يأتي ذلك في خضم حركة دبلوماسية مكثفة شهدتها العاصمة دمشق، فقد ركزت الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين على عدد من الملفات العالقة التي طُرحت للنقاش.
قضية الموقوفين السوريين
يُعتقد أن أكثر من 2250 موقوفاً سورياً موجودون في السجون اللبنانية، ويشكلون ما يقرب من ثلث إجمالي عدد السجناء هناك، ويعمل الجانبان على إيجاد حلول لهذا الملف الإنساني عبر آليات قضائية مشتركة.
أما بالنسبة لملف الفارين من العدالة، فقد كشف وزير العدل السوري مظهر الويس أن دمشق طالبت بيروت بتسليم 'فارين من العدالة السورية تابعين للنظام المخلوع'.
في المقابل تدعو بيروت لحل قضية المفقودين اللبنانيين في سوريا، حيث ناقش الجانبان ملفهم، في محاولة لكشف مصيرهم بعد سنوات من الغموض أيام النظام البائد.
ترسيم الحدود
لا يزال موضوع ترسيم الحدود البرية بين البلدين من القضايا الجوهرية التي لم تُحسم بعد، حيث أكد الرئيس عون أن 'ترسيم الحدود أساسي' لتحصين العلاقات الأمنية والعسكرية .
وقد شهدت الأسابيع الأخيرة سلسلة من اللقاءات بين مسؤولي البلدين، بلغت ذروتها يوم الخميس 20 نوفمبر 2025، بلقاء جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بنائب رئيس الحكومة اللبنانية طارق متري في العاصمة دمشق.
كما عقد متري لقاءات منفصلة مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير العدل مظهر الويس، حيث تمت مناقشة سبل تطوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.
وبدأت هذه اللقاءات تؤتي ثمارها مبدئياً، حيث ظهرت بعض المؤشرات الإيجابية على طريق حل هذه الملفات المعقدة.
ومن تلك المؤشرات ما كشفه وزير العدل اللبناني عادل نصار عن وجود 'إيجابية من الجانب السوري' بشأن تقديم معلومات تتعلق بعمليات اغتيال وإخفاء وقعت خلال عهد النظام البائد، كما يجري الطرفان مناقشات حول توقيع اتفاقية تعاون قضائي شاملة.
وقد أعلنت سوريا سابقاً عن التوصل إلى اتفاق مع لبنان يقضي بتسليم السجناء السوريين غير المدانين بجرائم القتل.
وفي خطوة لافتة، تم تعليق عمل 'المجلس الأعلى اللبناني-السوري'، لتحصر جميع المراسلات بين البلدين بالقنوات الدبلوماسية الرسمية، مما يعيد تأطير العلاقات وفق الآليات الدبلوماسية التقليدية ويؤكد على احترام السيادة.
وكان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قد أكد في تصريحات سابقة أن سوريا 'تحترم سيادة لبنان' وتسعى لـ'تجاوز عقبات الماضي'، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس الشرع إلى لبنان هي أمر 'مرتقب'، فيما يشبه استعداداً لفتح صفحة جديدة على أعلى المستويات.




































































