اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
تعرّض الطالب الجامعي 'ريبال بركة' لاعتداء بالضرب على يد طلاب آخرين في جامعة 'الجزيرة الخاصة' مع ترديد هتافات وشتائم طائفية بحقه.
وأظهر مقطع مصور نشرته صفحات محلية هجوماً على الطالب 'ريبال بركة' المنحدر من قرية 'عرنة' في 'جبل الشيخ'، حيث تجمّع عدد من الشبّان عند مدخل الجامعة وأقدموا على ضرب 'ريبال' بعنف، فيما قام طالب آخر بحمايته أمام حشد المعتدين وأبدى شجاعة استثنائية في مواجهتهم بهدف حماية زميله.
وبينما لم يظهر المقطع أي تحرّك من عناصر أمن الجامعة، فقد أصدرت جامعة 'الجزيرة' الواقعة على 'أوتوستراد درعا' بياناً أدانت فيه الاعتداء وما تبعه من تعليقات مسيئة ومحرّضة عبر وسائل التواصل، مؤكدةً رفضها لهذا التصرف جملة وتفصيلاً، وأشارت إلى أن الحادث وقع خارج الحرم الجامعي، معتبرة أن ما حدث لا يعكس أخلاق الشباب السوري الواعي على حد تعبير البيان.
وبينما أهابت إدارة الجامعة بطلابها الابتعاد عن خطاب الكراهية وكل ما يهدد السلم الأهلي، داعيةً إلى نبذ التجييش على أسس طائفية أو مناطقية للحفاظ على ما يخدم بناء دولة المواطنة والعدالة والمساواة، فقد أكّدت أن المعتدين سيقدّمون إلى لجنة الانضباط المعنية لينالوا جزاءهم وفق القوانين والأنظمة المرعية.
في حين، نقل موقع 'السويداء 24' عن مصدر وصفه بالمقرّب من 'ريبال' أن الطالب سحب تسجيله من كلية الهندسة المدنية خلال الفصل الماضي، بسبب الاعتداءات الطائفية والسجالات في الجامعة، لكنه قرر العودة للدراسة هذا الفصل بعد تلقيه تطمينات من إدارة الجامعة وتعهّد بأنه لن يتعرّض لأي مضايقات.
وأوضح المصدر أن 'ريبال' عاد للدوام منذ 3 أيام فقط، وتعرض خلالها لمحاولات استفزاز واعتراض متكررة من مجموعة طلاب، ما دفعه لمراجعة إدارة الجامعة التي أكّدت له أنه آمن وقد رافقه أحد عناصر أمن الجامعة أثناء مغادرته، إلا أنه تعرّض للاعتداء فور اقترابه من الباص.
طلاب السويداء يغادرون جامعاتهم .. الاعتداءات الطائفية تهدّد مستقبلهم الدراسي
وبحسب المصدر، فقد لاحقت دورية من 'الأمن العام' الباص وأنزلت 'ريبال' بعد اتهامه بتوجيه شتائم دينية، قبل أن يتبيّن للعناصر أنه كان ضحية للاعتداء فأبدوا اعتذارهم منه وطلبوا منه تقديم شكوى رسمية ضد المعتدين في قسم 'الصنمين'، لكن بُعد المسافة دفعه للمغادرة دون تقديم شكوى.
الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد سبق أن تعرّض طلاب من الطائفة الدرزية لاعتداءات مماثلة في جامعات 'حلب' و'حمص' و'دمشق'، وانتشرت مقاطع مصورة لطلاب يحرّضون بشكل علني على مهاجمة زملائهم في الجامعة بسبب انتمائهم الطائفي.
ورغم إصدار وزارة التعليم العالي تعميماً ينص على منع ومحاسبة كل من يساهم في خطاب الكراهية والتحريض الطائفي، فإنها لم تتخذ إجراءات محاسبة واضحة بحق مرتكبي الاعتداءات في عدد من الجامعات الحكومية.
وتكشف الحادثة عن مؤشر خطير لتحوّل الجامعات من مراكز أكاديمية يفترض أنها مصدر لنشر الوعي والفكر والانفتاح على الآخر، إلى ساحة للاعتداءات الطائفية وحوادث العنف والأفكار المتطرفة، ما يستدعي تحرّكاً جدّياً من وزارة التعليم العالي سواءً لناحية محاسبة المعتدين بشكل واضح، أو لناحية العمل على ترسيخ الوعي واستعادة مكانة الجامعات كمصدر لتخريج أصحاب الفكر الواعي الحر.