اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٢ تموز ٢٠٢٥
يواجه العديد من خريجي الجيل Z الجدد صعوبة في دخول سوق العمل الأمريكي، حيث تزامن تخرجهم مع تباطؤ في التوظيف، في الوقت الذي استفاد فيه زملاؤهم الأكبر سنًا، ممن تخرجوا خلال فترة 'الاستقالة الكبرى'، من سوق عمل مزدهر سمح لهم بتحقيق قفزة مبكرة نحو الاستقرار المالي.
فوارق التوقيت.. حاسمة
في عامي 2021 و2022، كانت الولايات المتحدة تشهد طفرة توظيف استثنائية. خريجون مثل 'مونيكا بارا'، التي حصلت على وظيفة في هندسة البرمجيات قبل تخرجها، تمكّنوا من الانطلاق بقوة في مساراتهم المهنية. مونيكا تقول إن دخلها سمح لها بالسفر شهريًا، وتمويل دراسة الماجستير دون ديون.
لكن المشهد تغيّر بحلول 2023، إذ تباطأت وتيرة التوظيف في مختلف القطاعات، وارتفع معدل البطالة بين خريجي الجامعات من 3.9% إلى 5.8%، ما جعل العثور على وظيفة مهمةً شاقة.
خريجون في مواجهة المجهول
'سولومون جونز'، خريج تخصص الإعلام الرياضي، هو أحد المتضررين. تخرّج في مايو 2025، ومنذ ذلك الحين لم يفلح في الحصول على وظيفة دائمة، رغم تقدمه لمئات الوظائف. يعيش مع والديه ويعتمد على وظائف حرة غير مستقرة، في ظل دين دراسي يبلغ 25 ألف دولار.
'أدرك أن الحياة ليست عادلة'، يقول سولومون، 'لكن هدفي الآن هو مجرد الحصول على وظيفة، أي وظيفة'.
فجوة متزايدة داخل الجيل نفسه
تُظهر البيانات أن توقيت التخرج أصبح عاملًا فارقًا داخل الجيل Z نفسه. من تخرّجوا قبل ارتفاع أسعار الفائدة في 2022 استطاعوا حتى شراء منازل، بينما يواجه الخريجون الجدد صعوبة في تأمين وظائف، فضلًا عن شراء منزل.
حتى من حصلوا على وظائف في سوق مزدهر، مثل 'مونيكا بارا'، لم يسلموا من التحديات. فهي تركت وظيفتها الأولى بعد أقل من عام، وانتقلت إلى وظيفة جديدة كمحللة بيانات. رغم ذلك، تقول إنها ممتنة لكونها ما زالت تعمل، في حين لم يحصل بعض أصدقائها، من خريجي الجامعات المرموقة، على عمل بعد مرور عام ونصف على تخرجهم.
المهاجرون الجدد.. صراع مضاعف
أما 'جَهانفي شاه'، الهندية الأصل، فقد تخرجت من جامعة كورنيل في ديسمبر 2023، وسرعان ما بدأت معركة البقاء. بصفتها طالبة دولية على تأشيرة تدريب عملي (OPT)، كان أمامها وقت قصير لإيجاد وظيفة قبل أن تفقد وضعها القانوني.
تقدّمت لأكثر من 500 وظيفة ولم تتلقَ سوى خمس مقابلات، انتهت كلها بالرفض. قبل تخرجها بقليل، حصلت على وظيفة بدوام جزئي أنقذتها مؤقتًا، ثم نجحت في أغسطس 2024 في الظفر بوظيفة دائمة في شركة سبق أن رفضتها. 'من المهم ألا تختفي من الرادار'، تقول جَهانفي.
الخلاصة.. الحظ والظروف يصنعان الفارق
قصص مثل جَهانفي تمنح بعض الأمل، لكن لا يمكن إغفال حقيقة أن عشرات الآلاف من خريجي الجيل Z قد اضطروا لقبول وظائف لا تمت لتخصصاتهم بصلة. ويقول جونز: 'أريد وظيفة أشعر أنني استحققتها بعد كل سنوات الدراسة والدين.. لكن الأمر كان شاقًا من كل الجوانب'.
في النهاية، يبدو أن من تخرّج في الوقت المناسب، وفي المناخ الاقتصادي الملائم، حصد امتيازات استثنائية قد لا تتكرر قريبًا — بينما يجد الآخرون أنفسهم مضطرين لبناء مستقبلهم بصبر، وسط واقع لا يرحم.