اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٢ تموز ٢٠٢٥
شهد الدولار الأمريكي أسوأ أداء نصف سنوي منذ أكثر من ثلاثة عقود، وسط تزايد المخاوف بشأن متانة الاقتصاد الأمريكي وتذبذب السياسات التجارية للإدارة الأمريكية، ما يفتح الباب أمام مزيد من التراجع في قيمة العملة العالمية الأبرز.
ووفقًا لمؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة مقابل ست عملات رئيسية، فقد فقد الدولار ما يقارب 11% من قيمته في النصف الأول من عام 2025، وهو أسوأ أداء منذ أزمة النفط عام 1973، والأسوأ على الإطلاق منذ النصف الثاني من عام 1991.
فقدان الثقة
قال جان فيبيغ، كبير مسؤولي الاستثمار في ODDO BHF: 'المستثمرون الدوليون باتوا أكثر تشككًا تجاه الدولار مع تصاعد الدين العام الأمريكي وتبني البيت الأبيض سياسة نقدية فضفاضة'، مشيرًا إلى أن مصطلحات مثل 'ضريبة الانتقام' و'اتفاق مار-آ-لاغو' تزيد من قلق المستثمرين الدوليين.
الذهب واليوان في الواجهة
أمام هذا التراجع، شهدت الأصول البديلة انتعاشًا لافتًا، خاصة الذهب، الذي تجاوزت استثمارات الصناديق المتداولة فيه 326 مليار دولار. ووفقًا لمونيكا كالاي من Morningstar، فإن هذه القفزة 'تدل على عودة الذهب كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي العالمي'.
في الوقت ذاته، واصلت الصين تنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار، ورفعت من مشترياتها للذهب، كما عززت من مكانة اليوان من خلال تقليص القروض بالدولار المقدّمة لأسواق ناشئة.
هل يواصل الدولار التراجع؟
تقول هونغ تشينغ، رئيسة بحوث الدخل الثابت والعملات في Morningstar، إن 'الدولار قد يواجه مزيدًا من الرياح المعاكسة في المدى القريب نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة واعتماد السياسات المالية والنقدية الأكثر دعمًا للنمو في الخارج'.
ويتوقع محللون أن يؤدي ارتفاع الرسوم الجمركية وانخفاض قيمة الدولار إلى ارتفاع الأسعار المحلية، مما قد يضغط على الاستهلاك الأمريكي.
كما أن هجوم الرئيس دونالد ترامب على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول زعزع الثقة باستقلالية البنك المركزي، في وقت تشير فيه الأسواق إلى اتجاه قادم نحو خفض أسعار الفائدة، وهو ما يضعف الدولار أكثر.
اليورو يتقدم والجنيه يستفيد
في النصف الأول من عام 2025، سجّل اليورو أقوى أداء بين عملات مجموعة العشر، ويتوقع خبراء أن يواصل ارتفاعه ليصل إلى 1.20 دولار بنهاية العام وربما إلى 1.25 في 2026، خاصة إذا أحرز الاتحاد الأوروبي تقدمًا في ملف إصدار ديون موحدة.
أما الجنيه الإسترليني، فقد استفاد من تراجع الدولار، رغم الضغوط السياسية في بريطانيا وتباطؤ النمو. ويتوقع الخبراء استمرار ارتفاع الجنيه أمام الدولار، لكن قد يتراجع قليلاً أمام اليورو.
الين الياباني واليوان الصيني
شهد الين الياباني مكاسب منذ بداية العام، لكن الأداء تباطأ بسبب تعثر مفاوضات التجارة مع الولايات المتحدة. أما الصين، فتسعى بوضوح إلى تعزيز استخدام اليوان عالميًا، وتتوقع JPMorgan أن يتراجع الدولار إلى 7.15 يوان بحلول نهاية 2025، وإلى 7.10 منتصف 2026.
مستقبل الدولار كعملة احتياط
رغم الضغوط الحالية، يؤكد خبراء Morningstar أن الدولار سيظل العملة الاحتياطية العالمية المهيمنة في المستقبل القريب. لكن في ظل تزايد الشكوك الجيوسياسية والسياسات الاقتصادية غير المستقرة، فقد يبدأ العالم في إعادة توزيع احتياطاته ببطء بعيدًا عن الدولار، وهي عملية قد تمتد لسنوات.