الأسهم الآسيوية والأوروبية تسجل مكاسب قوية وسط توقعات بخفض الفائدة الأمريكية

الجبيل الصناعية - إبراهيم الغامدي

كانت الأسهم الآسيوية على وشك تحقيق مكاسب أسبوعية قوية يوم الجمعة مع تزايد احتمالات خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في ساعد الأداء على المدى القريب في تخفيف حدة التوترات المحيطة بإغلاق الحكومة الأمريكية، والتي دفعت الذهب إلى مستويات قياسية وأثقلت كاهل الدولار.

تجاهل المستثمرون في الغالب الإغلاق، وهو الخامس عشر منذ عام 1981، حتى مع تسببه في تعليق البحث العلمي والرقابة المالية وتأخير بيانات اقتصادية حاسمة، بما في ذلك تقرير الوظائف يوم الجمعة.

يعود ضعف رد فعل السوق جزئيًا إلى أن الإغلاقات كانت تاريخيًا ذات تأثير محدود على النمو الاقتصادي وأداء السوق.

ارتفع مؤشر (أم اس سي آي) لأسهم آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 0.3%، مسجلاً أعلى مستوى قياسي له للجلسة الثانية على التوالي. وكان من المتوقع أن يحقق المؤشر ارتفاعًا بنسبة 2.3% خلال الأسبوع، وقد ارتفع بنحو 23% حتى الآن هذا العام. ومع إغلاق الصين وأجزاء من آسيا لقضاء عطلة طويلة، من المرجح أن تكون أحجام التداول في المنطقة ضئيلة.

وأشارت العقود الآجلة الأوروبية إلى افتتاح مرتفع قبيل صدور سلسلة من بيانات قطاع التصنيع من مختلف أنحاء المنطقة. وأغلق مؤشر ستوكس 600 الأوروبي عند مستوى قياسي مرتفع يوم الأربعاء.

وقال ويهينغ تشين، استراتيجي الاستثمار العالمي في بنك جي بي مورغان الخاص، بأن المستثمرين يبدون مستعدين لمنح واشنطن وقتًا لحل خلافاتها، على الرغم من أن الإغلاق المطول قد يبدأ في تحريك الأسواق.

وأضاف تشين: 'في الوقت الحالي، لا يزال المستثمرون أكثر تركيزًا على الآثار المحتملة لدورة خفض أسعار الفائدة التي ينفذها الاحتياطي الفيدرالي، وسياسة التجارة والهجرة، والبيانات الاقتصادية، وأرباح الشركات'.

وقفز مؤشر نيكي الياباني بنسبة 1.5%، وهو مستوى قريب من أعلى مستوى قياسي سجله الشهر الماضي قبيل تصويت نهاية الأسبوع الحاسم الذي سيحدد رئيس الوزراء القادم ويحدد مسار السياسة المالية والنقدية.

استقت الأسواق الآسيوية إشاراتها من وول ستريت، حيث أغلقت المؤشرات الرئيسية الثلاثة عند مستويات قياسية مرتفعة، مدعومةً بأسهم التكنولوجيا، في حين لا يزال حماس المستثمرين تجاه كل ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي قائمًا. كما سجل مؤشر تايوان القياسي مستوى قياسيًا مرتفعًا، وكان آخر ارتفاع له بأكثر من 1%.

في ظل عدم وجود تقارير حكومية عن سوق العمل للاسترشاد بها، لجأ المستثمرون إلى بيانات بديلة من مصادر عامة وخاصة، وتشير هذه البيانات حتى الآن إلى تباطؤ سوق العمل الأمريكي.

وقالت بلرينا أوروتشي، كبيرة الاقتصاديين الأمريكيين في تي. رو برايس، بأن التأخير المحتمل في البيانات الاقتصادية المهمة يمثل مشكلةً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يعتمد على البيانات، مما يجعل البنك المركزي يعتمد على مؤشرات أقل شمولاً مثل مؤشر التوظيف وطلبات إعانة البطالة.

مع ذلك، تزداد ثقة الأسواق في التزام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بمسار خفض أسعار الفائدة، وتضع في الحسبان تقريبًا خفضًا في سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر. يتوقع المتداولون تخفيفًا في أسعار الفائدة بمقدار 114 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2026.

وقد أدى ذلك إلى ضغوط على الدولار الأمريكي. استقر مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية أخرى، خلال اليوم، ولكنه في طريقه إلى انخفاض أسبوعي بنسبة 0.35%، وهو أكبر انخفاض له منذ أغسطس.

وكان الين الياباني المستفيد الأكبر من ضعف الدولار هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن يسجل ارتفاعًا بنسبة 1.2%، وهو أكبر مكسب أسبوعي له منذ منتصف مايو. انخفض الين بنسبة 0.3% ليصل إلى 147.74 ين للدولار الأمريكي يوم الجمعة، بعد أن تركت تعليقات محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، الأسواق في حيرة بشأن موعد رفع البنك المركزي لأسعار الفائدة.

سجل مؤشر فوتسي 100 في لندن ارتفاعًا جديدًا خلال اليوم. بلغ مؤشر فوتسي للأسهم القيادية، ذروة قياسية يوم الجمعة، بقيادة مكاسب في أسهم القطاع المالي والتعدين، حيث عززت التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي معنويات الأسواق العالمية.

ارتفع مؤشر فوتسي للأسهم القيادية بنسبة 0.6% اعتبارًا من الساعة 09:36 بتوقيت غرينتش. وهو في طريقه لتحقيق ارتفاع أسبوعي بنسبة 2%، وهي أكبر قفزة له منذ أبريل. وارتفع مؤشر الشركات متوسطة القيمة بنسبة 0.7%، متجهًا نحو تحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 2.4%.

برزت الأسهم المالية كأفضل أداء في كلا المؤشرين، حيث ارتفع مؤشر القطاع المصرفي بنسبة 1.4%، وارتفع مؤشر أسهم الخدمات المصرفية الاستثمارية بنسبة 1.3%. وكانت أسهم شركتي تعدين المعادن النفيسة فريسنيلو، وإنديفور ماينينغ من بين أفضل أسهم مؤشر فوتسي 100 أداءً، حيث حققت كل منهما مكاسب تجاوزت 2% بفضل ارتفاع أسعار الذهب. في حين بلغ المؤشر القياسي ذروته خلال جلسة الخميس، إلا أنه تخلى عن مكاسبه ليغلق في منطقة سلبية.

أدى قلة تعرض مؤشر الشركات القيادية لقطاع التكنولوجيا إلى عدم قدرة السوق على الاستفادة الكاملة من الارتفاع المدفوع بقطاع التكنولوجيا والذي دفع الأسهم الأمريكية إلى مستويات قياسية جديدة في الجلسة السابقة.

في غضون ذلك، ومع استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية، من غير المرجح الآن صدور تقرير الوظائف المرتقب بشدة، والذي كان مقررًا يوم الجمعة. يتوقع المتداولون الآن خفضًا شبه مؤكد لأسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من هذا الشهر، بعد بيانات الوظائف الخاصة المخيبة للآمال في وقت سابق من هذا الأسبوع.

في بريطانيا، أظهر استطلاع للرأي أن نشاط الأعمال البريطاني نما بأبطأ وتيرة له في خمسة أشهر في سبتمبر، حيث أجلت الشركات والمستهلكون قرارات الإنفاق الكبيرة، في انتظار معرفة ما إذا كانوا سيتأثرون بارتفاع الضرائب في ميزانية نوفمبر. يعتقد الاقتصاديون أن وزيرة المالية راشيل ريفز ستحتاج إلى تطبيق زيادات ضريبية أو خفض الإنفاق في الميزانية السنوية المقبلة.

من بين الأسهم الفردية، انخفض سهم مجموعة الحانات 'جيه دي ويذرسبون' بنسبة 4.7%، ليحتل قاع مؤشر الشركات متوسطة القيمة بعد أن أشار إلى ارتفاع التكاليف بسبب الزيادات الضريبية المحتملة ومساهمات التأمين الوطني.

وارتفع سهم شركة توزيع المنتجات والخدمات التقنية 'دبلوم' بنسبة 2.6% بعد أن رفعت شركة الوساطة 'آر بي سي' تصنيفها من 'أداء ضعيف' إلى 'أداء متفوق'.