اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
كشفت دراسة دولية حديثة عن ارتباط مقلق بين تلوث الهواء وارتفاع مخاطر الإصابة بالسمنة والسكري، موضحة أن التعرض المزمن للجسيمات الدقيقة يؤدي إلى تعطيل وظيفة الدهون البنية المسؤولة عن حرق السعرات وتنظيم الطاقة في الجسم.
وأوضح فريق البحث، بقيادة البروفيسور فرانشيسكو بانيني من جامعة ومستشفى زيورخ الجامعي، أن تأثير تلوث الهواء يتجاوز الجهاز التنفسي والقلب، ليصل إلى الجهاز الأيضي، مما يزيد احتمالات الإصابة باضطرابات مثل مقاومة الإنسولين والسكري من النوع الثاني.
وفي إطار الدراسة، أجرى الباحثون تجربة على فئران مخبرية تم تعريضها لجسيمات دقيقة من نوع PM2.5 — وهي جسيمات يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر وتتغلغل بعمق في الرئتين — لمدة ست ساعات يوميًا، خمسة أيام في الأسبوع، على مدى 24 أسبوعًا، في محاكاة واقعية لتأثير التلوث المزمن في المدن.
وأظهرت النتائج أن الفئران المعرضة لتلك الجسيمات عانت اضطرابات أيضية واضحة، من بينها ضعف حساسية الإنسولين وتراجع نشاط الدهون البنية، ما تسبب في تراكم الدهون وتراجع قدرة الجسم على حرق الطاقة.
وكشفت التحاليل الجزيئية أن التعرض الطويل لتلوث الهواء أدى إلى اختلالات في التعبير الجيني داخل خلايا الدهون البنية، إذ تعطلت الجينات المسؤولة عن إنتاج الحرارة واستقلاب الدهون، وظهرت تغيرات فوق جينية (Epigenetic) أثّرت على طريقة عمل الجينات دون تغيير في الشفرة الوراثية.
وحددت الدراسة إنزيمين رئيسيين وراء هذه التغيرات هما HDAC9 وKDM2B، حيث تبيّن أن زيادة نشاطهما تؤدي إلى تدهور في وظيفة الدهون البنية، بينما ساهم تثبيطهما تجريبيًا في تحسين الأداء الأيضي بشكل لافت.
وأكد بانيني أن النتائج تكشف عن آليات جينية معقدة تربط تلوث الهواء بخلل التوازن الأيضي، مشيرًا إلى أن فهم هذه الآليات قد يفتح المجال أمام علاجات جديدة تستهدف الإنزيمات المسببة لتلك التغيرات.
ونُشرت الدراسة في مجلة JCI Insight، محذّرة من أن تلوث الهواء يشكل خطرًا خفيًا على الصحة الأيضية، وقد يكون أحد العوامل المساهمة في الارتفاع العالمي لمعدلات السمنة والسكري.