اليورو يتراجع وسط انتقادات لاتفاق التجارة بين أوروبا وأمريكا

واصل اليورو هبوطه يوم الثلاثاء، متأثراً بخيبة الأمل التي أعقبت الإعلان عن اتفاق تجاري جديد بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والذي اعتبره العديد من القادة الأوروبيين منحازًا بشكل واضح لصالح واشنطن، دون تقديم دعم يُذكر لاقتصادات منطقة اليورو.

وكانت العملة الأوروبية قد سجلت يوم الاثنين أكبر خسائرها اليومية منذ أكثر من شهرين، بانخفاض نسبته 1.3%، فيما تراجعت مجددًا الثلاثاء بنسبة 0.02% لتُتداول عند مستوى 1.1584 دولار.

الاتفاق الذي فرض رسوماً جمركية بنسبة 15% على الواردات الأوروبية قوبل بانتقادات حادة، حيث وصفته فرنسا بأنه 'يوم مظلم لأوروبا'، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي 'رضخ' للإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترامب، على حد تعبيرها.

ومن جانبه، حذر المستشار الألماني فريدريش ميرتس من أن بلاده قد تتكبد 'أضراراً اقتصادية جسيمة' جراء الرسوم المتفق عليها.

وفي السياق ذاته، قال راي أتريل، رئيس أبحاث العملات في بنك أستراليا الوطني، إن 'الأسواق لم تحتج وقتاً طويلاً لتدرك أن الاتفاق رغم مظهره الإيجابي، يشكل أنباءً سلبية على المدى القريب لاقتصادات اليورو'.

الانعكاسات لم تقتصر على اليورو، إذ ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 1% أمام سلة العملات، ليستقر الثلاثاء عند 98.66 نقطة، ما أدى بدوره إلى هبوط الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له في شهرين عند 1.3338 دولار، فيما صعد الين الياباني بنسبة 0.2% إلى 148.22 ينًا مقابل الدولار.

وفي تعليق آخر، أشار تييري ويزمان، الخبير الإستراتيجي في مجموعة 'ماكواري'، إلى أن 'قوة الدولار قد تعكس إدراك الأسواق بأن الاتفاق التجاري يميل لصالح الولايات المتحدة'، مضيفاً أن الاتفاق 'يمثل أيضًا عودة للانخراط الأميركي مع الحلفاء الأوروبيين'.

وبينما أكّد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن الدول التي لا تتوصل إلى اتفاقات ثنائية مع واشنطن ستواجه قريبًا رسوماً جمركية تتراوح بين 15 و20%، تواصل الأسواق ترقّب المزيد من التطورات، لاسيما نتائج اجتماعات السياسة النقدية لكل من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وبنك اليابان هذا الأسبوع، حيث يتوقع أن تُبقي المؤسستان على أسعار الفائدة دون تغيير.

وفي أسواق العملات الأخرى، سجل الدولار الأسترالي ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.04% ليصل إلى 0.6524 دولار، بينما استقر الدولار النيوزيلندي عند 0.5970 دولار.

أما اليوان الصيني، فقد تراجع إلى أدنى مستوى له في أسبوع عند 7.1794 مقابل الدولار، مع انتظار المستثمرين لنتائج المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين.

تجدر الإشارة إلى أن مسؤولين اقتصاديين رفيعي المستوى من الصين والولايات المتحدة عقدوا اجتماعاً مطولاً في ستوكهولم يوم الاثنين، استمر أكثر من خمس ساعات، في إطار جهود تهدف إلى تمديد الهدنة التجارية بين البلدين لمدة ثلاثة أشهر إضافية.