اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة سبق الإلكترونية
نشر بتاريخ: ٦ كانون الأول ٢٠٢٥
أكاديميون ومفكرون من مختلف دول العالم ناقشوا «الفلسفة بين الشرق والغرب» على مدار 3 أيام
تُختتم اليوم (السبت) أعمال مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2025 في نسخته الخامسة، والذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت شعار «الفلسفة بين الشرق والغرب: المفاهيم، الأصول، والتأثيرات المتبادلة». وقد مرّ المؤتمر بثلاثة أيام حافلة بحضور واسع من الأكاديميين والمفكرين وباحثي الفلسفة من مختلف دول العالم وبرنامج علمي ثري ناقش أسئلة الفكر عبر الأزمنة والحضارات.
افتُتحت فعاليات اليوم الأول بجلسة تناولت طبيعة التفلسف وطرقه في الثقافتين الشرقية والغربية، قدّم خلالها الدكتور محمد أبو الطاهر طرحًا موسّعًا حول مفهوم «المسافة» ودوره في تفسير اختلاف الرؤى بين الحضارات، موضحًا أن الفلسفة الحديثة أعادت الاعتبار لهذا المفهوم كإطار تحليلي يضيء علاقة الإنسان بالعالم ويرصد تحولات الوعي المعرفي عبر الزمن. تلتها جلسة حول ماهية التفلسف ومراحله، ناقشت الأسس النظرية والعملية للفعل الفلسفي، مؤكّدة أن التفلسف ممارسة تسعى لفهم تحديات العصر وإنتاج مفاهيم قادرة على الاستجابة لتحولات الإنسان والمجتمع.
وفي اليوم الثاني، تواصلت النقاشات عبر جلسات علمية معمّقة، من بينها «الفلسفة ومركزيتها في قراءة التاريخ»، التي بحثت دور الفلسفة في تحليل تطور الحضارات ومسارات التفكير الإنساني. كما شهد المؤتمر جلسة عن التفاعل بين الفلسفة الشرقية واليونانية، ناقشت جذور التأثير المتبادل بين المدرستين، وعودة الاهتمام بالفكر الشرقي في موجات النقد ما بعد الحداثي. وتطرّق المؤتمر إلى إسهامات شخصية مثل ابن سينا في إعادة تشكيل مفهوم الوجود وأثرها عبر العصور، إضافة إلى جلسات بحثت البنية الفلسفية للفلسفة الإسلامية، وقدرتها على تقديم رؤى معيارية تجمع بين الأخلاق والعواقبية، بجانب قراءات مقارنة لتمثيلات الشر في الأدب الغربي والعربي.
كما ناقشت جلسة بعنوان «أصول التفلسف بين الشرق والغرب» جذور السؤال الفلسفي الأول، مؤكّدة أن دراسة البداية الفلسفية تكشف مسار تطور المفاهيم ومسار التفكير الإنساني عبر التاريخ، وأن التراث الشرقي والغربي معًا ساهما في تشكيل البنية العقلية للحضارات.
وعلى مدار أيام المؤتمر، قدّم المشاركون رؤى جديدة حول العلاقة بين الشرق والغرب، وشاركت فعاليات موازية منها 'رحلة الفكرة' و'مرايا الذات' و'فلاسفة الغد' المخصصة للأطفال، لتوسّع نطاق الحوارات الفكرية لتشمل الأجيال.
ومع ختام برامجه مساء اليوم، يكون مؤتمر الرياض قد أعاد تأكيد دوره كمنصة سنوية تجمع مدارس فلسفية متعددة في حوار شامل يعزّز حضور العاصمة كعاصمة للثقافة والفكر، ويعزز الحوار المعرفي بين الحضارات على مستوى عالمي.










































