لايف ستايل
موقع كل يوم -ال عربية
نشر بتاريخ: ٦ كانون الأول ٢٠٢٥
لطالما عُرفت الكلاب بأنها أكثر رفقاء البشر وفاءً، إذ تبذل جهودًا حثيثة لحماية أصحابها ومواساتهم والوقوف بجانبهم. وأخيرًا، كشفت الأبحاث العلمية الحديثة عن الآليات البيولوجيّة والنفسية الكامنة وراء هذه الرابطة المميزة.
يكمن في جوهر وفاء الكلاب تفاعلٌ معقّد بين كيمياء الدماغ والترابط الاجتماعي. وتُظهر الدراسات أنه عندما تتفاعل الكلاب مع أصحابها، تُفرز أدمغتها هرمون الأوكسيتوسين، الذي يُسمى «هرمون الحب»، بالطريقة نفسها التي تستجيب بها أدمغة البشر خلال العلاقات الحميمة. تُعزّز هذه الاستجابة الهرمونيّة الثقة والتعلّق والرغبة في الحفاظ على القرب، مما يُفسر سعي الكلاب الدائم إلى الرفقة والطمأنينة من أصحابها.
ومن العوامل الرئيسيّة الأخرى، قدرة الكلاب الاستثنائيّة على قراءة المشاعر البشرية، إذ إنّها تلاحظ تعابير الوجه ولغة الجسد، وحتى الإشارات الصوتية الدقيقة. هذه الحساسية تُمكّنها من الاستجابة بتعاطف لأصحابها، مُوفرةً لهم الراحة عند شعورهم بالحزن أو التوتر.
علاوةً على ذلك، أظهرت أبحاث علم الأعصاب الحديثة أن ولاء الكلاب يُعزّز بالتعزيز الإيجابي في التفاعلات اليومية. فالأفعال البسيطة كالإطعام واللعب والمودة الرقيقة لا تُقوّي الارتباط العاطفي فحسب، بل تُنشّط أيضًا مسارات المكافأة في دماغ الكلب، مُنشئةً حلقةً من الولاء والمودة المتبادلة تتعمق مع مرور الوقت.
ومن المثير للاهتمام أن الولاء لدى الكلاب لا يقتصر على الطاعة فحسب، بل هو متأصلٌ بعمق في العاطفة. فعلى عكس الحيوانات التي تتبع الأوامر بدافع الخوف أو التكييف، تُظهر الكلاب الولاء كامتداد طبيعيّ لتعلقها وتعاطفها وذكائها الاجتماعي. وهذا يُفسّر لماذا غالبًا ما تُقدّم الكلاب ما هو أبعد من حدودها لأصحابها، مُظهرةً أفعالًا من الشجاعة والراحة والحضور الثابت بطرقٍ إنسانيةٍ بامتياز.




























