اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٧ أب ٢٠٢٥
تخيل أن تمشي ليلًا في شارع لا تضيئه أعمدة الكهرباء الباردة، بل أشجار تتوهج بهدوء وسحر. تخيل أن تقرأ كتابًا قبل النوم، ليس على ضوء مصباح، بل على ضوء نبتة صغيرة تتنفس إلى جانب سريرك.
هذا المشهد، الذي كان حبيس روايات الخيال العلمي، بدأ فريق من العلماء في الصين تحويله إلى حقيقة ملموسة. ففي إنجاز هو الأول من نوعه، نجح الباحثون في ابتكار نباتات عصارية متعددة الألوان تتوهج في الظلام بعد شحنها بضوء الشمس، في خطوة قد تغير مفهومنا عن الإضاءة المستدامة وتجعل من النباتات شريكًا لنا في إنارة عالمنا.
سر التوهج.. ليس سحرًا بل فيزياء دقيقة
يكمن السر في حقن أوراق النباتات بجسيمات فسفورية 'ذكية' بحجم الميكرون، وهي جزيئات كبيرة بما يكفي لإنتاج توهج قوي ومرئي، وصغيرة بما يكفي للتغلغل بسلاسة داخل الأنسجة النباتية.
وبعد شحنها لدقائق معدودة تحت ضوء الشمس أو حتى مصابيح LED المنزلية، تبدأ هذه النباتات في إطلاق الضوء المخزن لمدة تصل إلى ساعتين، بقوة تضاهي مصباحًا ليليًا صغيرًا.
ولقد تفوقت هذه التقنية على جميع المحاولات السابقة التي كانت تعاني إما من توهج خافت جدًا أو من نطاق ألوان محدود.
قوس قزح في ورقة شجر
ولم يتوقف الإبهار عند هذا الحد، بل تمكن الفريق من إنتاج أول نباتات مضيئة متعددة الألوان في العالم، حيث توهجت بألوان الأزرق والأخضر والأحمر والبنفسجي. ولإثبات التطبيق العملي للابتكار، بنوا جدارًا نباتيًا مكون من 56 نبتة متوهجة، أنتجت ضوءًا كافيًا لرؤية الأشياء القريبة وقراءة النصوص في غرفة مظلمة تمامًا.
وتقول قائدة الدراسة، شوتينغ ليو: 'أجد أنه من المدهش كيف يمكن لمادة من صنع الإنسان أن تتكامل بسلاسة مع البنية الطبيعية للنبات… الطريقة التي يندمجان بها تكاد تكون سحرية'.
وربما قريبًا، لن تكون الإضاءة مجرد وظيفة، بل حياة تتنفس بجانبنا، محولةً أحلام الأمس إلى واقع يضيء ليالينا.