اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٨ أيلول ٢٠٢٥
كشفت دراسة حديثة أن توزيع الدهون في الجسم، وليس مجرد السمنة، هو المؤشر الأخطر على صحة الدماغ، وأن نوعًا محددًا من الدهون 'الخفية' يسرّع من شيخوخته ويؤثر سلبًا على مناطق الذاكرة والتفكير وسرعة المعالجة.
وقد وجد باحثون من جامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية، في دراستهم المنشورة بمجلة 'Nature Mental Health'، أن الدهون الحشوية العميقة المحيطة بالأعضاء الداخلية هي الأكثر ارتباطًا بالتغيرات الضارة في بنية الدماغ واتصالاته العصبية.
ما هي الدهون الحشوية؟
على عكس الدهون تحت الجلد التي تشكل 90% من دهون الجسم، فإن الدهون الحشوية هي طبقة عميقة تتراكم حول أعضاء مثل الكبد والبنكرياس والأمعاء.
تتصرف هذه الدهون كعضو يفرز مواد كيميائية التهابية وأحماض دهنية مباشرة إلى الكبد، ما يسبب مقاومة الأنسولين ويرفع مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، وقد تم ربطها سابقًا بالتطور المبكر لمرض الزهايمر.
كيف تؤذي دماغك؟
بعد تحليل بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي ومسح الدهون لأكثر من 23 ألف شخص، وجد الباحثون أن الدهون الحشوية تحديدًا ارتبطت بتقلص في القشرة المخية الأمامية، المسؤولة عن التخطيط والتحكم في الانفعالات، بالإضافة إلى تآكل في 'المادة البيضاء' التي تربط مناطق الدماغ، ما يعيق سرعة الإشارات العصبية.
كما أظهرت الدراسة أن تراكم الدهون في الذراعين والساقين والجذع ارتبط بترقق القشرة المخية في مناطق الذاكرة وتنظيم العاطفة.
وخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج تدعم بقوة ضرورة تجاوز مؤشر كتلة الجسم (BMI) كمقياس دقيق للصحة، وتؤكد أن مكان تخزين الدهون، خاصة الدهون الحشوية، هو العامل الأهم في تحديد مخاطر شيخوخة الدماغ وتدهور الوظائف الإدراكية.