اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
كشفت دراسة إسبانية حديثة عن علاقة جديدة ومثيرة بين النظام الغذائي وصحة الدماغ، حيث توصل العلماء إلى أن الحمض الأميني 'البرولين'، الشائع في أطعمة مثل الجيلاتين ولحم البقر والأسماك، قد يسهم في زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب عبر تفاعله مع بكتيريا الأمعاء.
وأوضحت الدراسة، التي أجريت على البشر والفئران وذباب الفاكهة، أن النظام الغذائي الغني بالبرولين يؤدي إلى تغيّرات كيميائية في الدماغ ترتبط بأعراض اكتئابية واضحة.
وأشار الباحثون إلى أن تأثير البرولين لا يعتمد فقط على كميته في الغذاء، بل يرتبط أيضاً بالتنوع البكتيري في الأمعاء. فبعض أنواع البكتيريا تمتلك جينات قادرة على تحليل البرولين والتعامل معه بكفاءة، مما يقلل من تأثيره السلبي على المزاج، بينما يؤدي غياب هذه البكتيريا المفيدة إلى زيادة خطر الاضطرابات النفسية.
وللتأكد من النتائج، قام العلماء بنقل بكتيريا الأمعاء من أشخاص مصابين بالاكتئاب إلى فئران تجارب، فظهرت عليها أعراض مشابهة، في حين أظهرت الفئران التي تلقت بكتيريا من أشخاص أصحاء مقاومة أكبر للاكتئاب.
كما كشفت تجربة أخرى أن ذباب الفاكهة المعدّل وراثياً، الذي يفتقر إلى القدرة على نقل البرولين إلى الدماغ، لم يُظهر علامات اكتئاب، ما يؤكد أن وصول البرولين إلى الدماغ يمثل العامل الأساسي وراء الاضطرابات المزاجية.
ويرى الباحثون أن هذه النتائج تمثل اختراقاً علمياً في فهم العلاقة بين الأمعاء والدماغ، وتفتح المجال أمام تطوير علاجات جديدة تستهدف ضبط مستويات البرولين وتحسين توازن البكتيريا المعوية، في خطوة قد تغيّر طرق الوقاية من الاكتئاب مستقبلاً.