اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
في وقتٍ تُنفق فيه مليارات الدولارات سنويًا على مكملات النوم حول العالم، يشكك خبراء في فعاليتها الحقيقية، مؤكدين أن معظمها لا يقدم حلولًا طبية جذرية لمشكلة الأرق.
مع تزايد الإقبال على منتجات مثل الميلاتونين والمغنيسيوم وجذر الناردين وشاي البابونج، يؤكد المتخصصون أن فوائدها غالبًا ما تُبالغ فيها الإعلانات التجارية.
ويقول الدكتور مايكل غراندنر، الباحث في برنامج أبحاث النوم بجامعة أريزونا، لموقع 'ناشونال جيوجرافيك': 'الأرق حالة طبية، وبالتعريف، المكملات لا تعالج الحالات الطبية'.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الأدلة العلمية حول فاعلية هذه المكملات ضعيفة أو متناقضة، إذ لم تُظهر التجارب سوى تحسّن طفيف أو معدوم في جودة النوم.
كما يحذر الأطباء من استخدامها من قبل النساء الحوامل أو الأطفال، بسبب غياب أبحاث كافية حول سلامتها لهذه الفئات.
ويرى بعض الخبراء أن التحسّن الذي يشعر به بعض المستخدمين قد يكون نتيجة تأثير الدواء الوهمي (البلاسيبو)، أي الشعور النفسي بالتحسن نتيجة الاعتقاد بأنهم يفعلون شيئًا مفيدًا.
ويضيف طبيب الأعصاب كريس وينتر أن الطقوس الليلية نفسها، مثل شرب الشاي أو تناول المكملات قبل النوم بانتظام، قد تهيئ الدماغ لاعتبار أن وقت النوم قد حان.
أما البابونج، رغم شهرته الواسعة كعلاج طبيعي، فقد أظهرت الأبحاث نتائج متباينة؛ إذ أفادت بعض الدراسات بتحسين طفيف في النوم لدى كبار السن، بينما لم تجد أخرى أي فائدة ملموسة، مشيرةً إلى أن الجرعة الفعالة تفوق بكثير ما يوفره كوب الشاي العادي.
وفي المقابل، قد يكون الميلاتونين مفيدًا في حالات معينة، مثل اضطراب الساعة البيولوجية الناتج عن السفر أو نوبات العمل الليلية، لكنه ليس علاجًا طويل الأمد، إذ قد يؤدي الإفراط في استخدامه إلى انخفاض إنتاج الجسم الطبيعي للهرمون.
ويخلص الخبراء إلى أن مكملات النوم قد تساعد على الاسترخاء لكنها لا تعالج جذور الأرق، مؤكدين أن العلاج السلوكي المعرفي للأرق (CBT-I) يظل الأسلوب الأكثر فاعلية لأنه يستهدف الأسباب الحقيقية مثل القلق والعادات الخاطئة التي تعيق النوم العميق.










































