اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
شهدت العديد من الدول العربية في السنوات الأخيرة هطول أمطار غير مسبوقة تجاوزت المعدلات التاريخية، في ظاهرة أرجعها خبراء الأرصاد إلى 'نمط جديد' تفرضه سرعة الاحترار العالمي على منطقة الشرق الأوسط.
وتشير تقديرات منظمة الأرصاد العالمية (WMO) إلى أن الشرق الأوسط أصبح من أسرع المناطق ارتفاعاً في الحرارة وأكثرها تأثراً بالنشاط المداري والرطوبة القادمة من المحيطات.
وجاءت الأنظمة المطرية الأخيرة من مصدر استوائي عبر البحر الأحمر، قبل أن تتوسع إلى مناطق داخلية لم تعتد على هذه الكميات الكبيرة من الرطوبة.
ففي السعودية، أعلن المركز الوطني للأرصاد عن تسجيل زيادات كبيرة في الأمطار الغزيرة، خصوصاً على الساحلين الغربي والجنوبي الغربي، واعتبر ما حدث من أعلى المعدلات المطرية المسجلة في تاريخ المملكة.
أما في الإمارات، فقد سجلت العواصف المطرية لعام 2024 كميات أمطار غير مسبوقة منذ 75 عاماً.
وتؤكد الأرصاد الفلسطينية أن المنخفضات الجوية أصبحت تحمل كميات استثنائية من الرطوبة مقارنة بالعقود الماضية، فيما يرى خبراء الأرصاد الأردنية أن الأنظمة الجوية باتت أبطأ وأكثر قدرة على إنتاج أمطار غزيرة خلال فترات قصيرة، وهو ما يتوافق مع دراسة لمعهد ماكس بلانك (2023) التي أشارت إلى تباطؤ الأنظمة الجوية عالمياً بنسبة 20–30%، مما يسمح ببقاء السحب لفترات أطول وزيادة الهطول المطري.
وتوضح تقارير الهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ (IPCC AR6 – 2023) أن شدة الظواهر المطرية القصوى ترتفع بنسبة 7% لكل درجة مئوية واحدة من ارتفاع حرارة الكوكب، وأن المناطق الجافة، ومنها الشرق الأوسط، ستشهد فترات جفاف طويلة تتخللها أمطار شديدة ومتقلبة، كما شهدت السعودية والإمارات وقطر والأردن وعمان خلال السنوات الأخيرة.
وتؤكد بيانات الأرصاد في قطر ومصر وعمان استمرار التغير المناخي، سواء في شدة الأمطار أو قوة الأعاصير المدارية القادمة من بحر العرب، مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، مع إمكانية حدوث موجات برد مفاجئة نتيجة تذبذب التيار النفاث، كما تشير دراسات الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي (AGU).
وأوضحت الأرصاد الأردنية أن موجات البرد القوية والثلوج باتت ممكنة ضمن الأنظمة الشتوية الجديدة رغم ندرتها.
وحذرت منظمة الأرصاد العالمية من أن العالم تجاوز مؤقتاً عتبة الاحترار البالغة 1.5 درجة مئوية خلال 2023 و2024، وهو ما اعتبر خروجاً واضحاً عن التوازن المناخي التاريخي، بينما كانت تقارير IPCC تتوقع بلوغ هذا المستوى بين 2030 و2040، ما يشير إلى وصول الاحترار قبل الموعد بعقد تقريباً.
وتتوقع تقارير البنك الدولي أن يواجه أكثر من 400 مليون شخص في المنطقة ضغوطاً متزايدة على المياه، إلى جانب ارتفاع احتياجات الطاقة بسبب موجات الحر، وانخفاض إنتاجية الزراعة بنسبة قد تصل إلى 20–30% في بعض الدول العربية.
كما حذّر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من موجات حر محتملة تتجاوز 56–60 درجة في الخليج، وارتفاع مستوى سطح البحر ما يهدد المدن الساحلية مثل الإسكندرية والبصرة والدوحة.
ومن جانبها، تشير منظمة الصحة العالمية إلى ارتفاع الأمراض المنقولة بالمياه بنسبة 40% نتيجة الفيضانات المتكررة، وانتشار أمراض مثل حمى الضنك والملاريا في مناطق لم تشهدها سابقاً.
وتتفق معظم الأرصاد العربية على وصف الموسم الحالي بأنه موسم “عدم يقين مناخي”، مع زيادة الظواهر المتطرفة عاماً بعد عام. وفي حين حذرت قمة المناخ في غلاسكو 2021 (COP26) من بلوغ “نقطة اللاعودة”، ترى WMO أن العالم قد تجاوزها مؤقتاً بالفعل، حيث لم تعد الظواهر المطرية القصوى أحداثاً منفصلة، بل باتت جزءاً من نمط مناخي جديد أسرع وأكثر شدة من كل التوقعات السابقة.










































