اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
الجبيل الصناعية - إبراهيم الغامدي
ارتفعت الأسهم في معظم أنحاء آسيا يوم الخميس، مع انتعاش قطاع الرقائق الإلكترونية بعد ارتفاع قوي لأسهم الشركات الأمريكية المناظرة الليلة الماضية، وبداية قوية لموسم أرباح وول ستريت، ما عزز المعنويات في الأسواق.
ارتفع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 1.2%، مدعوماً بأسهم الرقائق والذكاء الاصطناعي. وازداد الزخم بعد أن أعلنت شركة تصنيع الرقائق التايوانية 'تي إس إم سي' عن أرباح قياسية، مستفيدةً أيضًا من التطورات السياسية التي أعادت ترشح ساناي تاكايتشي، المعروفة بسياساتها المالية التوسعية، لمنصب رئيس وزراء اليابان إلى مساره الصحيح.
أنهت الأسهم التايوانية جلسة التداول قبل إعلان نتائج الشركة، لكنها أغلقت مرتفعة بنسبة 1.4%، محققةً رقمًا قياسيًا جديدًا. وقفز مؤشر كوسبي بنسبة 2.2% مسجلاً أعلى مستوى له على الإطلاق بعد أن صرّح كبير مستشاري السياسة الرئاسية في البلاد بأنه 'متفائل' بشأن المحادثات الجارية لإتمام اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة.
وارتفع مؤشر الأسهم الأسترالي القياسي بنسبة 0.9% ليصل إلى مستوى قياسي مرتفع، حيث زادت بيانات الوظائف الضعيفة من احتمالات تخفيف البنك المركزي لسياساته النقدية. ومع ذلك، انخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.7%، واستقرت أسهم الشركات الصينية الكبرى في جلسة متقلبة، وسط تساؤلات المستثمرين حول مسار العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة.
وانخفضت العقود الآجلة للأسهم الأوروبية بنسبة 0.3%، بينما استقرت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بشكل عام عقب ارتفاع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.4%، ومؤشر ناسداك بنسبة 0.6% خلال الليلة الماضية. كما ارتفع مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات بنسبة 3%.
وقال مايكل براون، كبير استراتيجيي الأبحاث في شركة 'بيبرستون': 'ما زلت على قناعة بأن مسار المقاومة الأقل على المدى الطويل لا يزال يشير بقوة إلى ارتفاع أسعار الأسهم'، مضيفًا: 'على الرغم من تقلبات الأوضاع، إلا أنني أؤكد بقوة أن هذه حالة أخرى من الحالات التي يكون فيها تحرك الأسعار خلال اليوم مجرد ضوضاء.'
وسيطرت موجة التفاؤل بشأن الذكاء الاصطناعي ومؤشرات القوة الاقتصادية على اهتمامات المستثمرين، متجاوزةً حتى أرباح البنوك الأمريكية القوية، رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مساء الأربعاء أن الولايات المتحدة 'في حرب تجارية مع الصين'، في تأكيد لما استنتجته الأسواق من التصريحات الأخيرة من الجانبين.
تراجع الدولار للجلسة الثالثة على التوالي، منخفضًا بنسبة 0.1% مقابل سلة من العملات الرئيسية، كما انخفض بنسبة 0.4% ليصل إلى 150.51 ين، مقترباً من مستوى 150 النفسي المهم، قبل أن يرتد ليستقر قبيل افتتاح الأسواق الأوروبية.
وجاء جزء من هذا التراجع بعد أنباء عن أن زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، تاكايتشي، يجري محادثات مع أحد أحزاب المعارضة، وهو حزب الابتكار الياباني اليميني، بشأن شراكة تهدف إلى تأمين أصوات برلمانية كافية للفوز برئاسة الوزراء في تصويت يُرجح إجراؤه الأسبوع المقبل.
وارتفع اليورو بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.1657 دولار أمريكي، كما ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.3412 دولار أمريكي.
وبرزت بعض المؤشرات المشجعة على تهدئة التوترات التجارية، حيث صرّح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت بإمكانية تمديد الإعفاء الحالي من الرسوم الجمركية، مؤكداً أن ترمب لا يزال يتوقع لقاء الزعيم الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقال كايل رودا، كبير محللي الأسواق المالية في 'كابيتال.كوم': 'لم تتلاشى بعد حالة التصعيد بين الولايات المتحدة والصين، ولن يهدأ الوضع تمامًا إلا عندما يتراجع الصينيون عن تهديدهم بفرض قيود على صادرات المعادن النادرة، وتتراجع الولايات المتحدة عن زيادة الرسوم الجمركية المقررة في الأول من نوفمبر بنسبة 100%. وحتى ذلك الحين، سيظل القلق قائمًا في الأسواق.'
وفي أوروبا، ارتفعت الأسهم قليلاً يوم الخميس، حيث شعر المستثمرون بالارتياح من نتائج الشركات الإيجابية عمومًا، بما في ذلك نتائج شركة نستله، بعد أسبوع متقلب اتسم بمخاوف بشأن الرسوم الجمركية. وارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.1%، حيث عوّضت مكاسب أسهم الأغذية والمشروبات ضعف قطاع السفر والترفيه.
وقفز سهم نستله، أكبر شركة أغذية معلبة في العالم، بنسبة 7.9%، مسجلاً أكبر ارتفاع له منذ عام 2008، بعد إعلانها عن مبيعات فاقت التوقعات وكشفها عن خطة لإعادة هيكلة تشمل تسريح 16,000 موظف تحت قيادة الرئيس التنفيذي الجديد فيليب نافراتيل.
كما ساهمت الأرباح التي فاقت التوقعات من كبرى الشركات الأمريكية والأوروبية هذا الأسبوع في تعزيز المعنويات بعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين الأسبوع الماضي. وقالت جانيت موي، رئيسة قسم تحليل السوق في شركة آر بي سي بروين دولفين: 'لقد تجاوزت نتائج شركتي إيه إس إم إل وإل في إم إتش، وهما الشركتان الأكبر من حيث القيمة السوقية، توقعات السوق، وهذا يُهيئ بيئة مواتية للغاية لبقية موسم الأرباح.'
ومن المتوقع أن تُحقق شركات مؤشر ستوكس 600 زيادةً بنسبة 0.5% في أرباح الربع الثالث، مقارنةً بانخفاضٍ بنسبة 0.2% كان متوقعًا قبل أسبوع. وأضافت موي أن نتائج البنوك الأوروبية وشركات الدفاع ستكون 'مثيرةً للاهتمام'، نظرًا للارتفاعات الكبيرة في أسهمها منذ بداية العام.
وقفزت أسهم شركة سارتوريوس الألمانية لتصنيع لوازم المختبرات، ووحدتها الفرنسية سارتوريوس ستيديم للتكنولوجيا الحيوية بنسبة 11.3% و12% على التوالي، بعد أن أصدرت الشركتان نتائجهما وتوقعاتهما الفصلية.
وانخفض سهم شركة بيرنو ريكارد الفرنسية للمشروبات الروحية بنسبة 1.3% بعد أن أعلنت عن انخفاض ملحوظ في مبيعات الربع الأول بنسبة 7.6% نتيجة ضعف الطلب من المستهلكين ونقص المخزون في الصين والولايات المتحدة.
في المقابل، انخفض سهم ويتبريد البريطانية بنسبة 7.7% بعد أن أعلنت شركة تشغيل الفنادق والمطاعم عن تراجع بنسبة 7% في أرباح النصف الأول من العام نتيجة انخفاض مبيعات الأغذية والمشروبات.
وفي غضون ذلك، يبدو أن رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان ليكورنو سينجو من تصويتين بحجب الثقة في البرلمان يوم الخميس، بعد أن حاز إصلاح نظام التقاعد التاريخي الذي أجراه الرئيس إيمانويل ماكرون على دعم اليسار.
وتأخرت الأسهم الفرنسية عن الأسواق الأوروبية الأوسع نطاقًا هذا العام، حيث تواجه البلاد أسوأ أزمة لها منذ عقود، في ظل سعي سلسلة من الأحزاب إلى تمرير ميزانيات لخفض العجز عبر هيئة تشريعية متشددة منقسمة إلى ثلاث كتل أيديولوجية مختلفة. واستقر مؤشر كاك 40 الفرنسي للأسهم القيادية عند مستوى قياسي جديد عند الافتتاح، وبقي مستقرًا تقريباً في التعاملات الصباحية.