اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة صدى الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٧ أيار ٢٠٢٥
رغم ما تحمله الساونا من فوائد عديدة أبرزها تخفيف التوتر وتنشيط الدورة الدموية، إلا أن خبراء في الصحة الجلدية يحذرون من آثار سلبية محتملة لها، خصوصًا على أصحاب البشرة الحساسة أو الالتهابية، عند استخدامها بشكل مفرط أو دون إشراف طبي.
ومع تنامي ثقافة 'العافية' واعتماد كثيرين على الساونا ضمن روتينهم اليومي، بدأت تظهر تساؤلات حول مدى أمانها، خاصة في ظل تقارير طبية تفيد بإمكانية تسببها في تفاقم أمراض جلدية كالأكزيما والوردية، فضلًا عن الجفاف وتوسع الشعيرات الدموية.
وبحسب تقرير نشرته مجلة Stylist البريطانية، فإن الدكتور جيف كومبس، المحاضر في علم الرياضة بجامعة بانغور، يوضح أن الجلوس في الساونا يرفع حرارة الجسم ويزيد من معدل ضربات القلب وتدفق الدم، وهو ما يشابه تأثير التمارين الهوائية المعتدلة، إلا أن الأثر القلبي الوعائي طويل المدى لا يزال بحاجة للمزيد من البحث.
ومن ناحية أخرى، أشارت استشارية الجلدية الدكتورة أنجالي ماهتو إلى أن التعرض للحرارة قد يعطي مظهرًا صحيًا مؤقتًا للبشرة بسبب تعزيز الدورة الدموية وزيادة التعرق، مما يسهم في إزالة عض السموم.
لكنها شددت على أن الاستخدام المفرط قد يُضعف الحاجز الطبيعي للبشرة ويؤدي إلى تهيجها، خاصة لدى من يعانون من الوردية أو الاحمرار المزمن.
بدورها، أوضحت الدكتورة دارا سويت أن التوسع المتكرر في الأوعية الدموية نتيجة الحرارة قد يضعف جدرانها مع الوقت، ما يؤدي لدى البعض إلى ما يُعرف بـ'الشعيرات الدموية الظاهرة'.
وينصح الأطباء من يعانون من مشاكل جلدية مزمنة، بالاكتفاء بجلسات قصيرة لا تتجاوز 7 دقائق، مع متابعة دقيقة لاستجابة بشرتهم، وتفادي جلسات الساونا في حال وجود تعب أو جفاف أو قلة في النوم.
وعلى الرغم من أن دراسات سابقة، بينها واحدة فنلندية شهيرة، ربطت بين استخدام الساونا بانتظام وانخفاض معدلات الوفاة من أمراض القلب، إلا أن الخبراء يحذرون من تعميم نتائجها.
فبحسب كومبس، 'تلك الدراسة ملاحظية ولم تتضمن مجموعة مقارنة، كما أن استخدام الساونا في فنلندا جزء من نمط حياة يومي يصعب عزله كعامل مستقل'.
من جهته، يشدد نِك تورينز، الشريك المؤسس للجمعية البريطانية للساونا، على أهمية الاستماع للجسد وتكييف مدة الجلسات حسب الحالة الصحية والترطيب والنوم والتغذية، ويوضح أن الشخص السليم قد يتحمل ما بين 5 و15 دقيقة، مؤكدًا أن الأمر يختلف من يوم لآخر.
وينصح الخبراء بتقسيم جلسات الساونا إلى جولات متباعدة تتخللها فترات استراحة، عبر الاستحمام بالماء البارد أو التعرض للهواء النقي، مؤكدين على ضرورة الانتباه لعلامات الإرهاق الحراري مثل الدوخة والغثيان وصعوبة التنفس، والتي يجب أن تكون مؤشرًا فوريًا لإنهاء الجلسة.
كما أشار كومبس إلى أن درجات الحرارة داخل الساونا ليست متساوية، وقد تسجل المقاعد العلوية حرارة أعلى بـ15 درجة مئوية من السفلية. لذا يُنصح المبتدئون بالجلوس في الأماكن السفلية وبدء الجلسات بفترات قصيرة، على أن يتم التدرج في الوقت مع تحسن التحمل.
إقرأ أيضًا:
تحذير صحي: حمامات الثلج قد تُسبب فشل الكلى ومضاعفات قاتلة