اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٤ أيلول ٢٠٢٥
باريس - رويترز
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس إن 26 دولة تعهدت بتقديم ضمانات أمنية إلى أوكرانيا بعد الحرب، ستشمل قوة دولية برية وبحرية وجوية.
وأضاف ماكرون بعد اجتماع قمة 'تحالف الراغبين' لحلفاء كييف أنه والزعماء الأوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أجروا اتصالا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد قمتهم وأن الإسهامات الأمريكية في الضمانات الأمنية ستشهد وضع اللمسات النهائية عليها خلال الأيام المقبلة.
وتمثل هدف اجتماع 35 زعيما من 'تحالف الراغبين'، وهي دول أوروبية في الأساس، في وضع اللمسات النهائية على الضمانات الأمنية وطلب الدعم من ترامب، ويقول الأوروبيون إن دعمه سيكون محوريا في جعل هذه الضمانات قابلة للتطبيق.
وتستهدف الضمانات الأمنية طمأنة أوكرانيا وردع روسيا عن مهاجمة جارتها مجددا، وكانت موسكو شنت غزوا شاملا في أوكرانيا في 2022.
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي وهو واقف إلى جانب زيلينسكي في قصر الإليزيه في باريس 'ستطبق الضمانات الأمنية فور انتهاء الصراع'.
ويقول مسؤولون أوروبيون إن محادثات السلام تبدو احتمالا بعيد المنال الآن، لكنهم يريدون أن يكونوا مستعدين في أي وقت تنتهي فيه الحرب. ويرون أيضا أن الضمانات الأمنية وسيلة لتطمين كييف بشأن دعمهم ويأملون انضمام ترامب إلى جهودهم.
وقال ماكرون في بادئ الأمر إن 26 دولة، لم يسم أيا منها، سترسل قوات إلى أوكرانيا، لكنه لاحقا ذكر أن بعض الدول ستقدم ضمانات دون دخول أوكرانيا عن طريق تدريب قوات كييف وتجهيزها على سبيل المثال.
ولم يفصح عن عدد القوات التي ستشملها الضمانات.
تعهدت ألمانيا ودول أخرى بمشاركتها في هذا الجهد. لكن برلين قالت إنها لن تقرر حجم مساهمتها إلا بعد أن تتضح الشروط، بما في ذلك مدى مشاركة الولايات المتحدة في الضمانات الأمنية.
وأوضحت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني أنها لن ترسل قوات إلى أوكرانيا، لكنها قالت إن روما منفتحة على مراقبة وقف إطلاق النار وتدريب قوات أوكرانية خارج البلاد.
وأشارت فرنسا وبريطانيا، اللتان تتشاركان رئاسة تحالف الراغبين، إلى أنهما منفتحتان على إرسال قوات إلى أوكرانيا بعد انتهاء الحرب.
وقال زيلينسكي 'نعمل على تحديد أي الدول ستشارك في كل عنصر من العناصر الأمنية'.
وأضاف 'وافقت 26 دولة على تقديم ضمانات أمنية. اليوم، ولأول مرة منذ فترة طويلة، هذا أول مضمون جاد ومحدد للغاية'.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب ذكر خلال اتصاله مع قادة التحالف أن على أوروبا التوقف عن شراء النفط الروسي الذي قال إنه يساعد موسكو في تمويل حربها على أوكرانيا.
وأضاف 'وأكد الرئيس أيضا ضرورة ممارسة القادة الأوروبيين ضغوطا اقتصادية على الصين لتمويلها جهود روسيا الحربية'.
وقال ماكرون إن التحالف والولايات المتحدة اتفقا على العمل على نحو أوثق بشأن العقوبات المستقبلية، لا سيما على قطاع النفط والغاز الروسي وعلى الصين أيضا.
تقول حكومات أوروبية إن وجود قوات أوروبية في أوكرانيا يتطلب ضمانات أمنية أمريكية خاصة 'كشبكة أمان'. ولم يقدم ترامب أي التزام صريح بتوفير مثل هذه الضمانات.
والتقى ستيف ويتكوف مبعوث ترامب الخاص بكبار الدبلوماسيين من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وأوكرانيا قبل القمة، وحضر بعد ذلك لفترة وجيزة الجلسة الافتتاحية.
وقال مسؤولان أوروبيان إن التحالف يريد أيضا تسليط الضوء على عدم إحراز تقدم في محادثات السلام المباشرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيلينسكي منذ استضافة ترامب لبوتين في أغسطس آب، ويحث التحالف ترامب على زيادة الضغط على موسكو الآن.
وبعد استقباله رسميا في ولاية ألاسكا الأمريكية، اتهم ترامب أمس الأربعاء بوتين بالتآمر مع الصين وكوريا الشمالية بعد تنظيم قادة الدول الثلاث عرضا لإظهار الوحدة في بكين في احتفال باذخ بمناسبة ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقال بوتين لكييف أمس إن هناك فرصة لإنهاء الحرب في أوكرانيا عن طريق المفاوضات 'إذا ساد المنطق السليم'، وهو خيار قال إنه يفضله، لكنه مستعد لإنهاء الحرب بالقوة إذا كان ذلك هو السبيل الوحيد.
واستبعد بوتين أيضا إرسال قوات من حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا في إطار تسوية سلام. لكن مارك روته أمين عام الحلف رفض اعتراض بوتين.
وقال روته في مؤتمر في براج قبل الانضمام إلى قمة باريس عبر تقنية الفيديو 'لم نحن مهتمون بما تعتقده روسيا عن القوات في أوكرانيا؟ إنها دولة ذات سيادة'.
وأضاف 'ليس لروسيا من الأمر شيء في هذا... أعتقد أن علينا الحد من نفوذ بوتين'.