اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٥ تموز ٢٠٢٥
الوئام – خاص
وافقت 8 دول من تحالف “أوبك+” بقيادة السعودية على زيادة إنتاج النفط في أغسطس بمقدار 548 ألف برميل يوميًا.
ووفق بيان 'أوبك+' الصادر اليوم السبت، أكدت الدول التزامها باستقرار أسعار النفط في ضوء أساسيات السوق الحالية الجيدة، والتوقعات الاقتصادية العالمية المستقرة، مع تعديل مستويات الإنتاج بما يحقق هذا الهدف.
وتأتي هذه الزيادة في إطار جهود السعودية للحفاظ على تماسك تحالف 'أوبك+' واستقرار أسواق النفط العالمية.
تحوّل تكتيكي
وفي هذا السياق، يرى محمود جمال سعيد، الباحث الاقتصادي والمختص بأسواق المال، أن قرار 'أوبك+' بزيادة الإنتاج اعتبارًا من أغسطس بمقدار 548 ألف برميل يوميًا، يُعد تحولًا تكتيكيًا مهمًا في سياسة التحالف، ويعكس استجابة مباشرة لمعطيات سوقية متقلبة.
وأشار إلى أن الزيادة المعلنة تتجاوز حجم الزيادات التي أُقرت خلال الأشهر الثلاثة الماضية، والتي بلغت 411 ألف برميل يوميًا، ما يعكس رغبة التحالف في استعادة حصة سوقية فُقدت لصالح منتجين مستقلين خلال فترات التقليص الطوعي السابقة.
السعودية القائد الفعلي
ويضيف 'سعيد'، في حديث خاص لـ'الوئام'، أن السعودية، بصفتها القائد الفعلي لتحالف 'أوبك+'، أعادت من خلال هذا القرار توجيه بوصلة السوق وفق منظور استراتيجي يوازن بين الاعتبارات الاقتصادية والجيوسياسية.
وأكد أن المملكة حرصت على إرسال رسائل مزدوجة للأسواق: الأولى استعدادها للدفاع عن استقرار السوق في حال وجود فائض محتمل، والثانية تجاوبها مع ارتفاع الطلب العالمي المتزايد.
لحظة حساسة
وأوضح الباحث الاقتصادي أن الاجتماع الذي ضم ثمانية من كبار منتجي التحالف جاء في لحظة دقيقة، تشهد فيها السوق بوادر تراكم في المعروض، إلى جانب تباطؤ في نمو الطلب في بعض الأسواق الناشئة.
وأشار إلى أن 'أوبك+' اعتمدت نهجًا استباقيًا لتفادي أي هبوط حاد في الأسعار مع اقتراب موسم الخريف، الذي يشهد عادة انخفاضًا في استهلاك الوقود على مستوى العالم.
وأكد أن الزيادة، رغم ضخامتها، مدروسة بعناية لضمان عدم إرباك السوق.
أثر محدود
وبيّن 'سعيد' أن القرار سيترك أثرًا محدودًا على الأسعار على المدى القصير، خاصة مع استعداد السوق لزيادة المعروض، لكنه رجّح بقاء الأسعار في نطاق يتراوح بين 78 و85 دولارًا للبرميل خلال الربع الثالث، ما لم تطرأ مستجدات جيوسياسية أو اضطرابات في الإمدادات من خارج التحالف.
وأوضح أن هذا التوجه يمنح 'أوبك+' مساحة أكبر للمناورة دون المساس بإيراداتها، ويؤكد للأسواق أن السلوك الجماعي للتحالف لا يزال متماسكًا.
وأضاف أن اقتصادات الخليج، وفي مقدمتها السعودية والإمارات والكويت، ستكون المستفيد المباشر من هذا التوازن الإنتاجي المدروس، إذ ستمكنها السياسة الحالية من الحفاظ على إيرادات نفطية مرتفعة دون التسبب في صدمة سعرية قد تعرقل خططها التنموية.
وأشار إلى أن هذه الدول تعتمد بشكل متزايد على نطاق سعري مستقر يتجاوز 75 دولارًا للبرميل لدعم برامجها الاستراتيجية، وعلى رأسها 'رؤية السعودية 2030″، ومشروعات الطاقة، والنقل، والبنية التحتية.
رسالة للأسواق
ويختتم 'سعيد' تصريحه بالقول: 'قرار أوبك+ اليوم يكرّس عودة التحالف إلى موقع الفعل والتأثير، بعد شهور من الحذر والمراجعة. ويرسل للأسواق رسالة واضحة بأن التحالف لا يزال موحدًا ومرنًا، وقادرًا على تحقيق توازن بين استدامة الأسعار وتوسيع الحصة السوقية، في ظل المنافسة المتزايدة من المنتجين الجدد وتغيّر أنماط الاستهلاك العالمي'.