سماسرة الصين يتهافتون لبيع ديونهم مع ارتفاع أسعار الأسهم

مباشر- تصدر شركات الوساطة الصينية الديون بمعدلات قياسية، مستفيدة من انخفاض تكاليف التمويل وتستعد لمزيد من المستثمرين الراغبين في الاقتراض لتعزيز العائدات نتيجة لارتفاع أسهم البلاد بمقدار 1.5 تريليون دولار.

بلغت مبيعات السندات من قبل شركات الأوراق المالية المحلية 209.4 مليار يوان (29.4 مليار دولار) في أغسطس، وهو أعلى إجمالي شهري منذ أن بدأت بلومبرج في تتبع البيانات في عام 2004. وأصدرت الشركات ديونًا أخرى بقيمة 129.9 مليار يوان حتى الآن في سبتمبر، أي ما يقرب من 170٪ أكثر من مبيعات الشهر بأكمله في العام السابق.

يأتي هذا التهافت على الديون في ظل ارتفاع سوق الأسهم الصينية مدفوعًا بالسيولة، حيث يُعزز المستثمرون استدانة الشركات باستخدام قروض الهامش من شركات الوساطة. ومع استمرار التوقعات الإيجابية ، على خلفية ازدياد مشتريات التجزئة وجهود الصين لمكافحة التراجع المالي للحد من فائض الطاقة الإنتاجية والمنافسة المفرطة، توقع محللون أن المزيد من إصدارات السندات قد تكون في الطريق لشركات الوساطة.

قال كاو هايفنغ ، محلل الشؤون المالية الصينية لدى يو بي إس للأوراق المالية: 'تستعد شركات الوساطة بنشاط لتلبية احتياجات الأعمال المستقبلية، مما يوفر سيولة وفيرة للمستثمرين' . ويتوقع كاو أيضًا أن تخفف الصين القيود المفروضة على تداول المشتقات المالية في ظل زخم السوق، مضيفًا أن هذا يتطلب أيضًا استخدامًا مكثفًا لرأس المال في شركات الأوراق المالية.

وارتفع رصيد مشتريات الهامش المستحق بأكثر من 20% منذ بداية أغسطس/آب إلى مستوى قياسي مرتفع بلغ 2.38 تريليون يوان هذا الأسبوع، متجاوزا أعلى مستوى سجله في عام 2015، عندما كانت الأسهم أيضا في اتجاه صعودي.

تتمتع شركات الوساطة حاليًا بتكاليف تمويل ديون أقل، إذ تحافظ الصين على بيئة سيولة مرنة نسبيًا لإنعاش اقتصادها. وبلغ متوسط ​​عائد سنداتها 1.82% في الربع الثالث، وهو أدنى مستوى مسجل، وفقًا لحسابات بلومبرج.

وقالت شارني وونغ ، المحللة في بلومبرج إنتليجنس: 'تستغل شركات الوساطة تمويل السندات الأرخص، مع استخدام العائدات لإعادة تمويل ديونها المستحقة ودعم النمو في الأعمال كثيفة رأس المال مثل تمويل الهامش'.

عادت الروح المعنوية إلى الصين مع انحسار التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، وتحوّل المستثمرين إلى الأسهم وسط رهانات على خطوات حكومية لدعم الاقتصاد. مع ذلك، شكك بعض المحللين في استمرارية هذا الارتفاع، مشيرين إلى ضعف المؤشرات الفنية وارتفاع مستويات التمويل بالهامش.

ارتفع مؤشر بلومبرج لشركات الوساطة المدرجة محليًا بأكثر من 11% في أغسطس، قبل أن يقلص المكاسب في هذا الشهر.

قال كاو من بنك يو بي إس إن متوسط ​​نسب رأس مال شركات الأوراق المالية الصينية لا يزال أعلى بكثير من المتطلبات التنظيمية ومستويات التحذير. كما أن نسبة الرفع المالي في القطاع - التي تبلغ حوالي 4 أضعاف مقارنة بعشرة أضعاف لدى نظرائها العالميين - لا تزال منخفضة نسبيًا. وأضاف أن ذلك يمنحها مجالًا أكبر لتمويل السندات.

قال سو إنمين، المحلل في شركة تشونغتاي للأوراق المالية: 'من المرجح أن يستمر إقبال شركات الوساطة على مبيعات السندات حتى الربع الرابع، مع أن وتيرة هذا الإقبال ستعتمد على عوامل تشمل التقلبات قصيرة الأجل في أسعار السوق'.