اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٥ نيسان ٢٠٢٥
في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق الاحتلال لمعابر قطاع غزة، يعاني آلاف المرضى من أصحاب الأمراض المزمنة كمرضى السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، من نقص حاد في الأدوية المنقذة للحياة، وسط تحذيرات من انهيار تام في القطاع الصحي.
وأكد عدد من مرضى الأمراض المزمنة في أحاديث منفصلة مع صحيفة 'فلسطين' أن مصدر حصولهم الرئيسي على أدويتهم هو العيادات الطبية التي لا تزال تعمل لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'.
وأوضح هؤلاء أن صيدليات عيادات 'الأونروا' أصبحت خالية من الأدوية الخاصة بهم، وهو ما يهدد حياتهم ويعرض حالتهم الصحية للتدهور، خاصة أن عدم حصولهم على الأدوية بانتظام يعني حدوث انتكاسة خطيرة في صحتهم.
وتشير بيانات وزارة الصحة إلى أن أكثر من 72 ألف مريض سكري، و60 ألف مريض ضغط دم، إضافة إلى 18 ألف مريض قلب، يعتمدون على الأدوية المقدمة من عيادات 'الأونروا' والقطاع الصحي الحكومي.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد بات 37% من رصيد الأدوية صفرًا، كما تراجع مخزون المستهلكات الطبية إلى أقل من 59%، ونفدت 54% من أدوية السرطان وأمراض الدم، ووصل العجز إلى 99% في خدمات القسطرة القلبية وجراحة القلب، كما نفدت 42% من التطعيمات الصحية بما فيها لقاحات شلل الأطفال.
وقال الحاج أبو خالد ماضي، وهو مريض سكري وضغط من مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة: 'منذ أسبوع لم أتناول جرعة الأنسولين. أشعر بدوار دائم، وأخشى أن أفقد الوعي. الدواء لم يعد متوفرًا، ولا أملك ثمن شرائه من الصيدليات الخاصة.'
وأضاف ماضي لـ 'فلسطين أون لاين': 'دوائي الأساسي لمنع التجلط غير متوفر منذ عشرة أيام، وأعيش كل لحظة في قلق، خاصة مع غياب أي بوادر حقيقية لإعادة فتح معابر قطاع غزة.'
وأوضح أن الصيدليات لا تتوفر فيها أدوية الأمراض المزمنة، وإن وُجدت فإن أسعارها خيالية، لا يستطيع أحد من سكان غزة تحمّلها، حتى لو توفرت لديهم السيولة، التي هي أصلًا معدومة.
وأشار إلى أن المستشفيات الميدانية الدولية لا تقدم الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة بشكل منتظم، على عكس 'الأونروا' التي تمتلك ملفات طبية لكل مريض وتقدم له أدويته شهريًّا.
كذلك، عبّرت الحاجة الستينية أم محمد أبو شمالة عن خشيتها من تدهور صحتها نتيجة توقفها عن تناول علاج السكري والضغط، بسبب نفاده من صيدليات عيادات 'الأونروا' في مخيم خان يونس.
وقالت أبو شمالة لـ'فلسطين أون لاين': 'لا يوجد أي صنف من أصناف أدوية الأمراض المزمنة، لا في عيادات وكالة الغوث، ولا في الصيدليات، ولا حتى في مجمع ناصر الطبي. الجميع يقول إن السبب هو استمرار إغلاق معابر قطاع غزة من قبل الاحتلال.'
وأوضح أن كلفة أدويتها في الأوضاع العادية تصل إلى 300 شيقل شهريًا، أما الآن، ومع غياب توفرها، فإنها تحتاج إلى أضعاف هذا المبلغ، وهو ما لا قدرة لها عليه.
بدوره، قال الدكتور سامي عواد، طبيب في عيادة تابعة للأونروا في جنوب قطاع غزة: 'نواجه كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. الأدوية الحيوية نفدت، ونعجز عن تقديم الحد الأدنى من الرعاية الصحية.'
وأضاف عواد لـ'فلسطين أون لاين': 'بعض المرضى يصلون إلينا وهم في حالات حرجة، ولا نجد شيئًا نقدمه لهم، فجميع أدوية الأمراض المزمنة قد نفدت من الصيدليات.'
وبيّن أن الأمر لا يقتصر على أدوية الأمراض المزمنة فقط، بل امتد إلى عيادات الأسنان، التي لم يعد يتوفر لديها مواد التخدير أو الشاش، بل حتى الأوراق التي يحتاجها الأطباء لكتابة وصفات العلاج لم تعد متوفرة.