اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وطن يغرد خارج السرب
نشر بتاريخ: ١٤ نيسان ٢٠٢٥
وطن – في تحول مفاجئ، أثار تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجديدة بشأن الاعتراف بدولة فلسطين جدلًا واسعًا، بعد أن بدا كمن يتراجع عن تعهده الأخير ويعيد التموضع إرضاءً لتل أبيب وحسابات السياسة الدولية.
ماكرون الذي صرّح خلال زيارته إلى القاهرة والعريش قبل أسابيع بأن فرنسا 'مستعدة للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين'، عاد اليوم ليقول ما يفهم منه أنه تراجع مشروط، مستخدمًا لغة ملتوية كتبها على منصة 'إكس' بثلاث لغات: العبرية، العربية، والفرنسية.
قال الرئيس الفرنسي: 'نعم للسلام، نعم لأمن إسرائيل، ونعم لدولة فلسطينية… بدون حماس.'
تصريح اعتُبر خضوعًا مكشوفًا للضغوط الإسرائيلية والأميركية، خاصة أن ماكرون نشر بيانه بعد أيام فقط من عبور طائرة نتنياهو أجواء فرنسا دون اعتراض، رغم أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة اعتقال بحقه.
ويأتي هذا الموقف بعد إعلان رسمي أن باريس ستشارك في مؤتمر 'حل الدولتين' في يونيو المقبل بالأمم المتحدة، بمشاركة السعودية، وسط تكهنات بأن فرنسا قد تكون أول دولة من مجموعة السبع تعترف بفلسطين.
لكن لهجة ماكرون التي تدعو لـ'فلسطين منزوعة المقاومة' فُسرت على نطاق واسع على أنها محاولة للتوفيق بين الرأي العام الفرنسي الغاضب والدعم التقليدي لاحتلال يحظى بحماية غربية كاملة.
الانقسام داخل فرنسا كان واضحًا: اليسار رحّب بأي خطوة باتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في حين وصف اليمين المتطرف ذلك بأنه 'قرار سابق لأوانه'. وفي كل الأحوال، فإن الموقف الأخير أثار غضبًا فلسطينيًا وشعبيًا، إذ فُهم كـ'اعتراف مشروط' لا يحمل أي مضمون حقيقي.
ورغم أن 147 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة تعترف بدولة فلسطين، لا تزال دول مثل فرنسا تمارس سياسات مزدوجة، وتبحث عن صياغات دبلوماسية تراعي المصالح على حساب المبادئ.
فهل يُكتب لمؤتمر يونيو أن يكون نقطة تحول حقيقية؟
أم أن اللعبة مستمرة… والمناورة تطغى على العدالة؟