اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٦ شباط ٢٠٢٥
بعد فترة قصيرة من إغلاق السلطة مكتب قناة 'الجزيرة' الفضائية في الضفة الغربية المحتلة، كثف جيش الاحتلال من انتهاكات وجرائمه بحق المخيمات والقرى في الضفة خاصة في جنين وطولكرم ونابلس، في ظل تغييب لتغطية هذه القناة التي يتابعها الملايين حول العالم ولها تأثير كبير.
ويمثل إغلاق مكتب القناة، تحديًا كبيرًا لتدفق المعلومات من الضفة الغربية المحتلة، وتوثيق وعرض جرائم الاحتلال، حيث تُعرف القناة بتغطيتها المكثفة للأحداث في الأراضي الفلسطينية.
وقبل إغلاق مكتب القناة، كانت الجزيرة عبر مراسليها تنقل لحظة بلحظة عمليات اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات على المواطنين، مما ساهم في إبراز الانتهاكات أمام الرأي العام العالمي، ولكن بعد تغييب هذا المصدر البارز واجهت التغطية تحديات كبيرة في نقل الصورة.
وأصدرت السلطة في رام الله في يناير الماضي، قرارًا بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسـطين، إضافة إلى استدعائها عدد من مراسليها إلى سجونها، وتحويلهم إلى المحاكم.
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي، عمر عساف، أن استمرار إغلاق مكتب الجزيرة أمر غير مقبول على أكثر من صعيد، لأن حرية الصحافة أمر ينبغي أن يتم العمل فيه بحرية خاصة في ظل الحالة الفلسطينية، وفي هذه المرحلة وسياق ما يجري من جرائم من قبل سلطات الاحتلال ضد مخيمات الضفة الغربية.
يقول عساف في حديثه لصحيفة 'فلسطين': 'استمرار إغلاق قناة الجزيرة ومنعها من التغطية حول ما يجري من جرائم الاحتلال في الضفة الغربية، أمر لا يخدم مصالح شعبنا الفلسطيني وحقوقه، بل يضر بها ويستفيد منها أعداؤنا'.
ويوضح أن صفقة التبادل التي تجرى حاليًا تتطلب اتاحة مجال لوسائل الإعلام للتغطية وإخراج صورة للعالم عن هذا الحدث المهم، وخدمة القضية الفلسطينية بدلًا من الإغلاق والتضييق.
من جانبه، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، ياسين عز الدين، أن إغلاق مكتب قناة الجزيرة الفضائية في الضفة الغربية المحتلة من قبل السلطة، يعد خطوة جديدة في مساعي تكميم الصحافة وفرض الرقابة على الإعلام.
ويقول عز الدين في حديثه لصحيفة 'فلسطين': 'سيظل تأثير إغلاق مكتب قناة الجزيرة، مرتبطًا بقدرة المؤسسات الإعلامية والصحفيين المستقلين على إيجاد بدائل تضمن استمرار نقل الحقيقة من الضفة الغربية، رغم القيود المفروضة'.
ويوضح عز الدين، أن قناة الجزيرة هي أهم قناة إعلامية عربية وهي التي تحدد التوجهات الإعلامية في المنطقة بل يمتد تأثيرها عالميًا، وكان لها دور مهم بإيصال صوت غزة إلى العالم.
ويلفت إلى أن السلطة حظرت قناة الجزيرة بسبب تغطيتها لأحداث مخيم جنين عندما داهمه أمن السلطة، ورغم انتهاء تلك الأحداث إلا أن الأخيرة مصرة على حظر عمل الجزيرة، بل وصل الأمر إلى تهديد ضيوف الجزيرة من الضفة الغربية ومنعهم من الظهور على الفضائية.
ويقول: 'في ظل منع عمل الجزيرة في الداخل المحتل، لم يعد ممكنًا للجزيرة تغطية الأحداث في الضفة بشكل كفؤ، فلا نرى تغطية مباشرة في الميدان ولا تقارير حول معاناة الناس اليومية، ولا لقاءات تحليلية مع خبراء من داخل الضفة باستثناء عدد قليل جدًا ممن يجرؤون على الخروج'.
ويذكر أن هناك عدد من الفضائيات تعمل في الضفة الغربية ولكن وجودها لا يعوض قوة قناة الجزيرة، وإضافة لذلك هنالك ضعف من وسائل الإعلام المحلية والنشطاء داخل الضفة لأن السلطة عملت طوال سنوات على تفريغها من محتواها وإرهاب أي صحفي أو ناشط يغرد خارج سربها.