الاحتلال يستهدف عناصر تأمين المساعدات والمستشفيات والنازحين والمنازل المأهولة

غزة - قدس الإخبارية: واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها المكثف على قطاع غزة، مستهدفة مناطق واسعة من جنوبه إلى شماله، ما أدى إلى استشهاد عشرات الشهداء بينهم أطفال ونساء، ووقوع عشرات الجرحى، في وقت تواصل فيه المنظومة الصحية والانسانية انهيارها الكامل.

في جنوب القطاع، ارتكب الاحتلال مجزرة بحق عائلة الدغمة في بلدة عبسان الجديدة شرق خانيونس، حيث استشهد 11 شخصًا بينهم أطفال ونساء، بعد قصف منزلهم فجرًا، كما نفذت الطائرات الحربية غارات متتالية على البلدة ومحيطها، وأطلقت المروحيات نيرانها على منطقة القرارة، بينما طال القصف المدفعي منطقتي قيزان النجار وأبو رشوان.

في مواصي القرارة شمال غرب خانيونس، استشهد الطفل عاصم أبو هداف جراء قصف خيمة تؤوي نازحين، بينما أعلنت مصادر طبية استشهاد الطفلة نصرة الحواجري متأثرة بإصابتها في قصف سابق على مخيم النصيرات.

إلى وسط القطاع، ارتقى عدد من الشهداء في دير البلح بعد استهداف منزل لعائلة عليوة قرب مركز الشرطة بحي الزيتون، وآخر مقابل مسجد بلال بن رباح، بالإضافة إلى إصابات في قصف طال المناطق الشرقية للمدينة. كما استشهد فلسطيني وأصيب آخرون في قصف منزل لعائلة مسمح قرب مخبز البنا.

في شارع صلاح الدين شرق دير البلح، قُصف فريق تأمين المساعدات أثناء محاولتهم التصدي للصوص اعترضوا الشاحنات، ما أدى لاستشهاد ستة من الفريق عرف منهم: مؤيد عيسى بركة، جبر حسن بركة، وسام خليل أبو سمرة، محمود نصار، محمود محمد حمودة.، وكان وسام أبو سمرة، أسيرًا محررًا منذ عام 2022، قد استُشهد في القصف ذاته.

وفي مخيم المغازي، استُشهد خمسة فلسطينيين وأُصيب آخرون جراء قصف منزل لعائلة أحمد البربراوي في شارع الفلاح.

كما استهدفت الطائرات الحربية النصيرات بعدة غارات طالت منطقة أبراج عين جالوت، ومحيط مقبرة السوارحة حيث استشهد فلسطيني وأصيب آخرون.

إلى جباليا البلد شمال القطاع، حيث استهدفت الطائرات منزلاً مكونًا من أربعة طوابق لعائلة دردونة، ما أدى إلى أكثر من 50 شهيدًا ومفقودًا، ولم تتمكن طواقم الإنقاذ من انتشالهم بسبب نقص المعدات الثقيلة.

كما أُصيب عدد من الفلسطينيين في قصف قرب مفترق الجرن، ونسف جيش الاحتلال مباني سكنية في عدة مناطق من شمال جباليا، ومناطق أخرى من شمال النصيرات وشمال قطاع غزة عمومًا.

وفي بيت لاهيا شمال القطاع، فجّر جيش الاحتلال روبوتًا مفخخًا قرب مستشفى العودة، كما تم تفجير روبوت آخر في تل الزعتر، ما أدى إلى تدمير مستودع الأدوية بالمستشفى واندلاع حريق كبير لا تزال الطواقم غير قادرة على السيطرة عليه حتى اللحظة.

أما في مدينة غزة، فقد شن الطيران الحربي غارة عنيفة على حي المنطار شرق الشجاعية، كما قُصفت شقة سكنية قرب مفترق عبد العال في شارع الجلاء، ما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين بينهم طفلتان.

وفي محيط الكلية الجامعية جنوب المدينة، أسفر القصف عن إصابات، في حين أُصيبت طفلة بحروق شديدة جراء قنبلة حارقة ألقتها طائرة 'كوادكوبتر' مسيّرة على منزلهم.

وفي سياق متصل، استشهد الجريح عنتر محمود الرقب (32 عامًا) متأثرًا بجراحه التي أصيب بها قبل 10 أشهر في بني سهيلا شرق خانيونس.

من جهة أخرى، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن المنظومة الصحية في غزة بلغت 'نقطة الانهيار'، في وقت أكد فيه الدفاع المدني أن طواقمه لا تستطيع إتمام عمليات الإنقاذ نتيجة غياب المعدات، محذرًا من أن استمرار القصف يهدد حياة المرضى والنازحين، لا سيما بعد استهداف المرافق الطبية مباشرة.

وفي ظل استمرار الإبادة، أكدت الأمم المتحدة أن مدينة غزة تشهد تدفقًا متزايدًا للنازحين، ما زاد الضغط الهائل على المطابخ المجتمعية، والتي تعمل بموارد محدودة وسط نقص حاد في الإمدادات الغذائية والإنسانية، في ظل تعمُّد الاحتلال استهداف نقاط توزيع المساعدات وفِرق التأمين، ضمن سياسة ممنهجة لتعطيل الإغاثة وفرض هندسة تجويعية جماعية على سكان القطاع.

وتواصل قوات الاحتلال حرب الإبادة الجماعية ضد سكان قطاع غزة، حيث أفادت وكالة 'أونروا' أن 92% من منازل القطاع تعرّضت للتدمير أو التضرر، مؤكدة أن عددًا لا يُحصى من العائلات نزحت عدة مرات في ظل غياب أي مأوى فعلي.

وتشير إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي إلى تدمير أو إخراج 38 مستشفى و81 مركزًا صحيًا و164 مؤسسة صحية عن الخدمة منذ بداية العدوان.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت الحرب عن أكثر من 174 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، في ظل تجاهل كامل للنداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف العدوان.