اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ١٣ تموز ٢٠٢٥
الخليل-معا- تقرير: محمد العويوي- الخميس الماضي، وبينما كنت عائدا من الأردن الى فلسطين عبر جسر الملك حسين، وخلال انتظارنا بالحافلة التي ستنقلنا الى الجسر الاسرائيلي، صعد الحافلة أحد ضباط الامن العام، وبدأ بتفقد بطاقة الجسور الاردنية.
من مكاني في نهاية الحافلة، بدأت بتتبع تحركات الضابط الأردني، والذي كان يبتسم ويلقي التحية بطريقته على من يطلب منه البطاقة. البطاقة يا أستاذ.. يا دكتور.. يا استاذة .. يا حجة... يا حج..
وحينما وصل الى السيدة التي كانت تجلس بالمقعد المجاور لمقعدي، تبسم في وجهها وقال لها:' كيفك يما... ، وأكمل حديثه: توصلي بالسلامة ان شاء الله'.
وردت عليه السيدة، لكن بعد تنهيدة:' الله يحميك يما، الحمد لله بخير... الله يحميك...الله يحميك'.
اقترب منا وطلب البطاقة، وألقى تحيته علينا.. وتمكنت من قراءة اسمه الأول والثاني من الشارة الموضوعة على صدره الأيسر، منتصر عمر.
وبعد ان تفقد بطاقة الجسور، وقبل ان يغادر الحافلة، تمنى للجميع العودة سالمين الى عائلاتهم، وغادر وتعلو وجهه ابتسامة.
وخلال وداعه الذي خرج من القلب للقلب، كانت تلك السيدة تلوح بيدها للضابط وتستودعه الله.
ويبدو بأن ابتسامة وسؤال الضابط منتصر عمر، السيدة،'كيفك يما' أنساها مشقة سفرها وطول انتظارها.
التفت جيدا الى السيدة، وتذكرت بأنني شاهدتها مع رجل يرافقها، تبين لي فيما بعد بأنه شقيقها، وهي تحاول جاهدة مع شقيقها الدخول من البوابة الكبيرة وسط الزحام لداخل الجسر، ومحاولات شقيقها المسن، في الحصول على تذاكر لحقائبهم من شباك التذاكر التابع لشركة جت، وكان التعب قد اعياهما كما اعيا العديد من المسافرين العائدين الى فلسطين، وما أن دخلت قاعة المسافرين في جسر الملك حسين، حتى جلست على أحد المقاعد تلتمس الراحة والبراد، فرجلاها لم تعد تقوى على حملها بسبب الاعياء والمرض الذي تعاني منه.
وزير الداخلية الأردني مازن الفراية، تفقد صباح اليوم الأحد، جسر الملك حسين، بعد الشكاوى من مواطنين فلسطينيين حول تعرضهم لمحاولات استغلال وخداع، بسبب الحجز الالكتروني المسبق على منصة جت، حيث تم شراء كافة تذاكر السفر لهذا الاسبوع - من الاحد للخميس القادم-. وذكر مواطنون بأنهم اشتروا تذكرة السفر بسعر 50 دينار أردني من اشخاص، بينما تباع على منصة جت بـ 7 دنانير.
واستمع وزير الداخلية، لإحاطة شاملة حول اوضاع الجسر سواء من القائمين عليه من مسؤولين أمنيين أردنيين او من شركة جت، وحتى انه استمع لملاحظات عدد من المسافرين.
وفي إطار معالجة هذه الاشكاليات والشكاوى، وجـه وزير الداخلية الأردني المسؤولين في الجسر وشركة جت لنقل الركاب الى تنفيذ مجموعة من الإجراءات والتعليمات، التي ستسهم في تحسين الاجراءات المتبعة حاليا.
ولم يكتف الوزير الفراية، بإيجاد حلول للمشاكل الطارئة داخل الجسر، حيث وجـه، محافظ البلقاء ومدير شرطة غرب البلقاء، الى ضرورة تنفيذ حملات أمنية مستدامة على المناطق المحيطة بالجسر، لضبط الأشخاص الخارجين عن القانون، ويستغلون المسافرين بطريقة غير مشروعة، وعلى التنسيق مع بلدية الشونة الوسطى لتأهيل المنطقة المجاورة للجسر وانشاء كراج لاصطفاف السيارات بدلا من اصطفافها على جوانب الطرق.
وأكد على المعنيين بضرورة معالجة كافة الملاحظات والشكاوى، وأنه سيتابع الإجراءات المتخذة في هذا السياق أولا بأول، بما يضمن تقديم الخدمة المثلى للمسافرين.
وعلى الجانب الآخر من الجسر، معبر الكرامة، حيث أجرى وزير الداخلية الفلسطيني، اللواء زياد هب الريح، اليوم زيارة ميدانية إلى معبر الكرامة، وذلك للاطلاع على سير العمل داخل المعبر، ومتابعة الإجراءات المتخذة لخدمة المسافرين وذلك بالتزامن مع زيارة وزير الداخلية الأردني السيد مازن الفراية الى جسر الملك حسين وفي سياق التواصل المستمر بين الجانبين لمعالجة ومتابعة كافة الشكاوى والملاحظات من قبل المسافرين.
وكان في استقبال الوزير، نظمي مهنا مدير عام المعابر و الحدود، وعدد من المسؤولين الأمنيين والإداريين العاملين على المعبر، حيث تأتي هذه الزيارة في إطار المتابعة الحثيثة من القيادة الفلسطينية لأوضاع المعابر والحدود، وسعيها المستمر لتوفير بيئة سفر آمنة وميسّرة لأبناء شعبنا.
و تفقد الوزير مرافق المعبر المختلفة، واستمع إلى شرح مفصل حول آليات العمل والتحديات التي تواجه المسافرين والطواقم العاملة، خاصة في أوقات الذروة والأزمات، مشيدًا بالجهود الكبيرة التي تبذلها الهيئة وطاقم المعبر لضمان انسيابية الحركة وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين.
وخلال جولته، التقى الوزير هب الريح بعدد من المواطنين، و استمع الى ملاحظاتهم واحتياجاتهم، كما تحدث مع سائقي المركبات العمومية واطلع على ظروف عملهم.
وأكد اللواء هب الريح على التزام الحكومة بدعم كافة الخطط الرامية إلى تطوير البنية التحتية والإجراءات التشغيلية في المعابر، مشيراً إلى أن تحسين تجربة السفر للمواطنين هو أولوية وطنية، مشيداً بالتعاون البناء بين الجانبين الفلسطيني والأردني بما يعكس الحرص المشترك على خدمة المواطنين والتخفيف من معاناتهم في ظل الأزمات الراهنة.