اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ١٣ أيلول ٢٠٢٥
العلاقة مع غزة وداع وضياع
بقلم: جبريل ابو كميل
عقود من العمر مضت بحلوها ومرها بين أزقة غزة الجميلة بعلاقتها مع أهلها، أحلامنا فيها كبرت واليوم بفعل الحرب تبددت.
في ال15 أكتوبر 2023 غادرنا غزة على أن تكون رحلة قصيرة بعيداً عن جحيم الحرب لكنها امتدت لعام ونصف، وفي يوم العودة إليها كان المشهد لا يشبه شئ أكبر من الحرية والفرح..
عدنا إلى غزة نبني لنلملم الجراح ولم نكن نعلم أنها رحلة الوداع ربما الأخير لغزة المنكوبة التي يغادوها أهلها اليوم عنوة تحت جحيم الحرب والطائرات المجنونة.
إنها لحظة الحنين وكلنا حزين يبكي المعشوقة غزة التي
نسير بين شوارعها ونتفقد ركامها وما تبقي من عمرانها المهددة بالهلاك، نشعر كأننا نودع الدنيا وما فيها، وليس البيوت الفقيدة.
بيتي المتآكل بفعل القصف هو واحد من بين الودائع، تؤسرني تفاصيله الصغيرة بينما أحن إلى ذكرياته الكبيرة، أشتم فيه رائحة الطين وأبكيه ولا أعرف كيف أرثيه وكأنني أمام كائن بشري، آه يا بيت ويا رائحة البيت.
في العادة تكون قصص العشق بين ذكر وأنثى، لكن الحقيقة للعشق مخطوطات عمرانية وتراثية تقليدية وغير تقليدية، عشق نكتشف قوته ونحن نودع بيوتنا التي احتضنتنا بالدفئ وسترت عيوبنا.
نحتضن الجدران وما عليها وكأننا مجانين الزمان الذين اسغاثوا العالم بالدم في مقابل الصمت الذي لم يغير في المعادلة الجغرافية بل الإنسانية شئياً .
في كل مرة نودع فيها إنسان نواسي الآخرين بأمر الله ورحمته لكن الفراق صعب، في المقابل النزوح من البيت عنوةً هو أصعب أنواع الفراق كيف لا ونحن ننظر إلى كل زاوية في البيت ونشعر أنها تبادلنا نظرة الوداع وتبكي وكلنا يبكي ويبكي على حالنا الصعب وخسارتنا لغزة هي الموت الزؤام.
'اللهم إنا نستودعك غزة،كل غزة وعلى أهلها السلام '