اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ١٩ أيلول ٢٠٢٥
تل أبيب- معا- كشفت صحيفة 'هآرتس' العبرية عن خطة سرية بين أمريكا وإسرائيل بشأن قطاع غزة وتهجير سكانه، صاغها 'مقاولو' البيت الأبيض.
ويوم الثلاثاء الماضي، كشف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن 'المصالح الخفية وراء عمليات إسرائيل العسكرية في قطاع غزة، سواء كانت 'عربات جدعون 1'، أم 'عربات جدعون 2'، أم ما قد يُستجد من عمليات عسكرية أخرى في القطاع'.
جميعها، وفقًا لوزير 'الصهيونية الدينية' مسميات عسكرية رمزية، تعد أرض قطاع غزة لـ'طفرة عقارية'، صاغها مقاولو البيت الأبيض مع إسرائيل.
ويعد عدم اعتراض نتنياهو، وتفاديه حتى إدانة خطاب سموتريتش ووزراء آخرين في الائتلاف، يؤشر على عمق الانحدار الأخلاقي والسياسي والقانوني، الذي آلت إليه إسرائيل تحت مظلة 'حكومة الإرهاب الحالية'، حسب تعبير صحيفة 'هآرتس' العبرية.
ووفق تسريبات الصحيفة فإن الخطة 'لا تشمل بنودها القضاء على حماس، أو حتى إعادة الرهائن، وإنما ترتكز على تسوية المباني بالأرض، وطرد قاطنيها، وتحويل مساحة القطاع (365 كيلومترًا) إلى مشروع عقاري ضخم'.
وعزت التسريبات دعم واشنطن العسكري غير المحدود لإسرائيل إلى رغبة ترامب في الانتهاء من العملية في أقرب وقت ممكن، خاصة بعد وعود نتنياهو في 'غرف مغلقة' بإنهاء الموضوع قبل حلول ذكرى 7 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
تحالف بايدن وترامب في غزة
وبحسب التقرير، لا تختلف طموحات إدارة ترامب في هذه الخصوص عن نظيرتها لدى إدارة جو بايدن، لا سيما أن ممثلي الإدارتين اجتمعوا حتى قبل تنصيب الرئيس الجمهوري، للتباحث حول محورين رئيسين: إخلاء كامل قطاع غزة، والعمل الجاد على إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع.
وبين أن ما يعزز ذلك اعترافات سابقة لضابط الاحتياط الإسرائيلي، الدكتور حنان يشي، على قناة 'يوتيوب' شبكة الإذاعة الإسرائيلية.
وأكد الضابط أن 'إسرائيل تحارب من أجل مشروعات الولايات المتحدة في قطاع غزة'، مضيفًا: 'لا مشكلة بيننا وبين حماس، الجميع يعلم الحقيقة'.
وفي السياق، أوضح مقال 'هآرتس' الافتتاحي، أمس الخميس، أن 'إسرائيل ناقشت بنود الخطة السرية مع الولايات المتحدة، قبل عدة أشهر'.
وأكد المقال أن وزيرًا إسرائيليًا كبيرًا (أغلب الظن أنه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر) قدم الخطة لواشنطن باعتبارها 'خطة عمل'.
لكن واقعها أظهر مدى التباين بين تصريحات إسرائيل الرسمية، الرامية إلى تدمير حماس، وإعادة الرهائن، وبين الطموحات الاستعمارية الاقتصادية، التي يتم متابعتها بين الطرفين الإسرائيلي والأمريكي في 'غرف خاصة'.
التحدي الأكبر أمام إيال زامير
وقالت الصحيفة المحسوبة على تيار اليسار الإسرائيلي إن نتنياهو، وبعد تلقيه 'ضوءًا أخضر' من ترامب، للشروع في عملية 'عربات جدعون 2'، واجه تحديًا كبيرًا أمام رئيس الأركان إيال زامير، الذي أكد غير مرة خلال اجتماعات أمنية بالغة السرية 'استحالة القضاء على حماس'، لافتًا إلى الخطورة الكبيرة على حياة المحتجزين.
لكن نتنياهو الذي يلعب على 'جواد آخر'، لم يكترث بتحذيرات زامير وتقديرات مؤسسته الاستخباراتية، وأقنع ترامب بالخلاص من ملف غزة خلال فترة قياسية.
ويرى الكاتب الإسرائيلي البارز عاموس هارئيل أن 'ترامب شرع في استشعار خداع نتنياهو'، حين أثبت الواقع فشل الحرب في تحقيق النتائج المرجوة، وفقًا لخطة العمل السرية، وتصورات الرئيس الأمريكي لنتائجها على الأرض.
وأوضح هارئيل أن نتنياهو أقنع ترامب بدعم تصعيد القتال في مدينة غزة عبر مناورة برية واسعة النطاق للجيش الإسرائيلي.
تقدم بطيء وحذر في العمل العسكري
وبعد أن وعد نتنياهو وحاشيته الرئيس الأمريكي بنتائج سريعة، أصر رئيس الأركان بمنظوره العسكري، العمل بوتيرة تقدم بطيئة وحذرة، في محاولة لتقليل الخسائر، وتقليص الخطر على حياة الجنود والرهائن.
وفي افتتاحيتها أوضحت 'هآرتس': 'منذ أشهر، يعمل نتنياهو على ذر الرماد في الأعين من خلال وعود كاذبة بالإفراج عن الرهائن والقضاء على حماس، وفي الوقت نفسه، يطالب الجيش بتدمير غزة بالكامل، لمحو مدن وقرى بأكملها من على وجه الأرض'.
عمق الانحدار الأخلاقي والسياسي
وخلصت الصحيفة إلى أن كل هذه التطورات تفرض حتمية وضع أوزار الحرب؛ فحتى كل من ناضلوا وصدَّقوا أكاذيب الحكومة الإسرائيلية، عليهم الآن أن يقفوا صفًا واحدًا ويوقفوا الرعب الكامن في أجسادهم، إذ إن هذه الحرب لن تُسفر عن نعيم لأحد، بل عن كوارث وجرائم مروعة.
ولا يستنكف الكاتب عاموس هارئيل اعترافًا بفلسطينية قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه يسكن على أرضه أكثر من مليوني شخص، معظمهم كانوا لاجئين، طردتهم إسرائيل أو فروا من قراهم وأراضيهم الفلسطينية أمام آلة حربية إسرائيلية عام 1948.
وأضاف في نهاية مقاله: 'أي خطاب يتناول احتلال منطقة فقيرة ومكتظة بالسكان، وتحويلها إلى أرض غير صالحة للسكن، وتهجير سكانها بشكل ممنهج بهدف جني الأموال الأمريكية والإسرائيلية، هو خطاب إجرامي لا مكان له في أي دولة في العالم'.