شهيد ثانٍ في بيت أمر وإصابات في مواجهات أعقبت تشييع جثمان الطفل الشهيد

محافظات – 'الأيام': استشهد شاب وأصيب 12 مواطناً بالرصاص الحي والعشرات بالاختناق خلال مواجهات عنيفة أعقبت تشييع جثمان الشهيد الطفل محمد العلامي في بلدة بيت أمر، في الوقت الذي أخطرت عائلات عدة في خربة أم الجمال بوقف العمل في منشآتها الزراعية واستولت على جرارين زراعيين في عين الحلوة والرأس الأحمر بالأغوار الشمالية.

فقد شهدت بلدة بيت أمر، شمال الخليل، مواجهات عنيفة بين مئات الشبان وقوات الاحتلال عقب تشييع أهالي البلدة جثمان الشهيد الطفل العلامي (11 عاماً)، استشهد خلالها الشاب شوكت خالد عوض (٢٠ عاماً) وأصيب العشرات بجروح وحالات اختناق.

وأفادت مصادر محلية بأن مئات الشبان توجهوا عقب التشييع إلى مدخل البلدة، حيث دارت مواجهات عنيفة رشق خلالها الشبان قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة وكل ما وصلت إليه أيديهم، في الوقت الذي فتح فيه جنود الاحتلال نيرانهم بكثافة وتمركزوا في منزل واتخذوه نقطة لقنص الشبان.

وأشارت إلى أن المواجهات تواصلت رغم كثافة الرصاص وقنابل الغاز، واضطر خلالها جنود الاحتلال إلى الهرب من دشمهم المقامة على مدخل البلدة جراء موجة الغضب العارم الذي خيم على البلدة إثر جريمة قتل الطفل العلامي.

من جهتها، قالت جمعية الهلال الأحمر في بيان: إن طواقمها قدمت الإسعافات إلى ١٢ إصابة بالرصاص الحي علاوة على العديد من الإصابات بالرصاص المعدني وقنابل الغاز في بيت أمر.

بدورها أكدت وزارة الصحة، في بيان، مساء أمس استشهاد الشاب شوكت خالد عوض (20 عاماً)، متأثراً بجروح حرجة أصيب بها برصاص الاحتلال الحي في رأسه وبطنه، خلال المواجهات في بلدة بيت أمر، مشيرة إلى أن الشاب كان قد نقل إلى مستشفى الميزان في حالة حرجة وأدخل على الفور إلى غرف العمليات إلى أن أعلن عن استشهاده.

وكان موكب تشييع الطفل الذي لف بالعلم الفلسطيني انطلق من المستشفى الأهلي بمدينة الخليل، وصولاً إلى منزل عائلته التي ألقت نظرة الوداع عليه، ثم حمل على الأكتاف نحو مسجد البلدة.

وشارك آلاف المواطنين في تشييع الطفل وسط حالة من الحزن والغضب على جريمة قتل الطفل، وسط ترديد الهتافات المنددة بالاحتلال وسلوكه الإجرامي باستهداف الأطفال والمدنيين.

وأدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمانه، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة الشهداء.

من جهته، روى والد الشهيد تفاصيل استشهاد نجله قائلاً: أطلق جنود الاحتلال وابلاً من الرصاص دون أي تحذير مسبق، ما دفعني للطلب من أبنائي الانحناء داخل السيارة خشية إصابتهم.

وتابع: 'قلت لمحمد: لم لا تزال نائماً في حضن أختك، قم يا بنيّ فقد تعدينا الجيش والحاجز، ثم أوقفت السيارة ونزلت فتفاجأت أنه قد أصيب'.

وتساءل: 'ماذا فعل محمد لقوات الاحتلال كي يقتلوه، هل ارتقاء محمد في حضن أخته صاحبة الـ 9 سنوات أكبر إنجاز للجيش اللاأخلاقي؟'.

من جهة ثانية، وفي الأغوار الشمالية، أخطرت سلطات الاحتلال، أمس، أربع عائلات في خربة أم الجمال بالأغوار الشمالية بوقف العمل في منشآت زراعية تعود لها، وصادرت جرارين زراعيين في منطقتي عين الحلوة والرأس الأحمر.

وقال مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس والأغوار الشمالية معتز بشارات، إن قوات الاحتلال يرافقها ضباط من ما تسمى الإدارة المدنية، اقتحمت خربة أم الجمال، وأخطرت بوقف العمل في منشآت زراعية تعود للمواطنين عادل محمد عليان عوض، وسليمان محمد كعابنة، وحمد عليان عوض، وفاطمة نصار سليمان كعابنة.

وفي سياق متصل، صادرت قوات الاحتلال، جراراً زراعياً يعود لمجلس الخدمات المشترك في منطقة عين الحلوة، وآخر في منطقة الرأس الأحمر بالأغوار الشمالية.

وأفادت مصادر محلية، بأن الجرار الزراعي المصادر منح للتجمع السكاني في عين الحلوة قبل نحو أسبوع، من أجل نقل المياه للتجمع بعد مصادرة الاحتلال جراراً زراعياً يعود للمواطن محمود كعابنة، مشيرة، إلى أن ذات الجرار كان هدفاً للمصادرة قبل نحو خمسة أشهر في سهل أم لقبا، وجرى فك احتجازه بعد نحو الشهرين في حينه، وفرض غرامة بقيمة 4200 شيقل على صاحبه.

فيما اقتحمت قوات الاحتلال يرافقها ضباط من الإدارة المدنية، منطقة الرأس الأحمر وخربة عاطوف بالأغوار الشمالية، وصادرت جراراً زراعياً يعود للمواطن جميل سليمان بني عودة.

وأكد بشارات، أن منطقة الأغوار الشمالية تتعرض لحرب غير مسبوقة تزداد وتيرتها في كل يوم، وتستهدف الوجود الفلسطيني في بوابة فلسطين الشرقية.

وأشار إلى أن استهداف منطقة أم الجمال بهذه الطريقة، يأتي في إطار محاولات السيطرة على نبع المياه فيها والذي حاول المستوطنون السيطره عليه أكثر من مرة ولكن لم ينجحوا في ذلك، وهو النبع الوحيد المتبقي في منطقة عين الحلوه وأم الجمال.