اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
قال مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء بمحافظات غزة، محمد ثابت، إن قطاع الكهرباء في غزة تعرض لخسائر فادحة وغير مسبوقة، منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ بلغت قيمة الأضرار التقديرية حتى الآن نحو 728 مليون دولار، مشيرًا إلى أن النسبة الأكبر من البنية التحتية للقطاع خرجت عن الخدمة كليًا.
وأوضح ثابت لصحيفة 'فلسطين' أمس، أن أكثر من 80% من شبكات توزيع الكهرباء في غزة دُمّرت بشكل كامل، إضافة إلى تدمير أكثر من 80% من آليات ومركبات الشركة متعددة المهام، و90% من المستودعات والمخازن بما فيها من مواد صيانة، فضلًا عن تدمير 70% من مباني ومرافق الشركة.
وعمد الاحتلال الإسرائيلي منذ اليوم الأول لحرب غزة إلى قطع التيار الكهربائي عن القطاع، حيث أصدر وزير الحرب السابق، يوآف غالانت، سلسلة من القرارات العقابية، كان على رأسها قطع خطوط الكهرباء المغذية للسكان، ووقف إدخال الوقود اللازم لتشغيل محطة التوليد الوحيدة التي لا يعرف حتى الآن حجم الضرر الذي لحق بها.
وبيّن ثابت أن القطاع حُرم خلال الحرب من أكثر من ملياري كيلوواط/ساعة من الكهرباء، فيما فقدت الشركة 60 من كوادرها وعمالها شهداء، إلى جانب أكثر من 100 جريح من الفنيين والمهندسين، مؤكدًا أن ما حدث يمثل 'فاجعة وطنية وإنسانية' أثرت على مختلف مناحي الحياة في القطاع.
وأشار إلى أن تقديرات الخسائر الحالية تبقى أولية، لأن فرق الشركة لم تتمكن من الوصول إلى بعض 'المناطق الحمراء' لتقييم الأضرار فيها، موضحًا أن المبلغ المعلن يشمل فقط قطاع التوزيع، ولا يشمل خسائر 'قطاعي النقل والتوليد' اللذين تكبدا بدورهما أضرارًا جسيمة.
ورغم الدمار الهائل، قال ثابت إن الشركة لم تتوقف عن أداء مهامها خلال العامين الماضيين، إذ واصلت دعم الجهود الوطنية والإنسانية لتأمين الكهرباء لمراكز الإيواء والنازحين، من خلال تشغيل آبار المياه والمولدات وتوفير الوقود بالتعاون مع منظمات دولية كـ'اليونيسف' وسلطة الطاقة وسلطة المياه الفلسطينية.
وأشار إلى أن طواقم الشركة تمكنت، بعد أربعة أشهر من العمل المتواصل، من إصلاح خط كهرباء 'كوسوفيم' الواصل إلى محطة تحلية المياه غرب دير البلح بطول 8 كيلومترات، ما مكن المحطة من إنتاج نحو 20 ألف متر مكعب من المياه النقية يوميًا لتلبية احتياجات النازحين.
وحول الاحتياجات الطارئة لشركة التوزيع لما بعد الحرب ومرحلة إعادة الإعمار، ذكر ثابت أن لدى الشركة خطة تعافي تتضمن ثلاث مراحل: المرحلة الأولى (شهران): لإعادة تأهيل الشبكات الحيوية وتوفير الطاقة لمراكز الإيواء والمرافق الإنسانية، والمرحلة الثانية (ستة أشهر)، والمرحلة الثالثة (ثلاث سنوات).
وفي إطار المرحلة الأولى، أوضح أن الشركة بحاجة ماسة إلى 50 مولدًا كهربائيًا متنقلًا بقدرة 500 KVA لتزويد مراكز الإيواء بالكهرباء، و2000 عمود حديدي و5000 عمود خشبي، و500 كم من شبكات الضغط المنخفض و400 كم من شبكات الضغط المتوسط مع ملحقاتها، بالإضافة لـ3 رافعات و2 حفار و10 مركبات هندسية و2 منوف لرفع المكونات الصلبة وتمديد الكوابل.
وأشار إلى أن جزءًا من هذه الاحتياجات متوفر بالفعل في مخازن الشركة وسلطة الطاقة في الضفة الغربية المحتلة، لكنه بحاجة إلى تسهيلات عاجلة لإدخاله إلى غزة تمهيدًا لبدء إعادة الإعمار.
وختم ثابت حديثه بالتأكيد على أن شركة توزيع الكهرباء على استعداد فوري لبدء عمليات الصيانة وإعادة التيار الكهربائي تدريجيًا إلى محافظات قطاع غزة، داعيًا المجتمع الدولي والمؤسسات المانحة إلى الاستجابة السريعة لتلبية احتياجات القطاع، مؤكدًا أن إحياء قطاع الكهرباء يعد شرطًا أساسيًا لإحياء باقي القطاعات الحيوية والخدمات الإنسانية في غزة.
وحسب بيانات شركة توزيع الكهرباء وسلطة الطاقة، فإن احتياجات القطاع تتراوح بين 400 إلى 500 ميغاواط، وتصل إلى 600 ميغاواط في ذروة الاستخدام خلال فصلي الشتاء والصيف، وما كان يتوفر للمحطة من مختلف الأطراف المصرية والإسرائيلية، مع إنتاج محطة الكهرباء لا يتجاوز 250 ميغاواط.