ازدهار صفقات الأسهم في هونج كونج مع عودة الشركات الصينية

مباشر- أنهى المصرفيون في هونج كونج فترة الهدوء الصيفي بضجة كبيرة، حيث أبرموا صفقات في سوق رأس المال بمليارات الدولارات، في الوقت الذي تسارع فيه شركات الأعمال العملاقة في الصين إلى جمع الأموال.

بلغت وتيرة التمويل ذروتها، إذ سعت ثلاث شركات مدرجة في بورصة هونغ كونغ إلى جمع 6.2 مليار دولار خلال 12 ساعة فقط الأسبوع الماضي. أصدرت مجموعة علي بابا القابضة المحدودة 3.2 مليار دولار في عملية بيع ضخمة لسندات قابلة للتحويل، وهو نوع من الديون يمكن تحويله إلى أسهم. وجمعت شركة التأمين الصينية الباسيفيكية (المجموعة) ملياري دولار من سنداتها القابلة للتحويل . وحصلت شركة نيو، المصنعة للسيارات الكهربائية ، على مليار دولار من خلال بيع أسهم .

يقول المصرفيون إن هناك الكثير في الطريق. بعد تباطؤ قصير خلال أشهر الصيف، يستعد المطلعون على أسواق رأس المال لموجة من الصفقات بمليارات الدولارات. الاكتتابات العامة الأولية، ومبيعات الأسهم الثانوية، والمعاملات المرتبطة بالأسهم، جميعها مهيأة لفترة ازدهار.

وقال جون هوانج ، رئيس أسواق رأس المال في آسيا لدى إتش إس بي سي هولدينجز بي إل سي: 'لقد كانت الأسابيع القليلة الماضية مزدحمة للغاية، وأعتقد أن هذا سيستمر'.

سيُعزز هذا العرض الأخير وتيرة الصفقات السريعة في المدينة هذا العام. فقد جمعت مبيعات أسهم هونغ كونغ - بما في ذلك الاكتتابات العامة الأولية، وعمليات الاكتتاب، والصفقات الجماعية - 51 مليار دولار منذ الأول من يناير، مما يضعها على الطريق الصحيح لإغلاق العام عند أعلى مستوى لها في أربع سنوات، وفقًا لبيانات جمعتها بلومبرغ. وقد جمعت مبيعات السندات القابلة للاستبدال بالأسهم من قِبل الشركات الصينية أكثر من 33 مليار دولار عالميًا حتى الآن في عام 2025، متجاوزةً بذلك العائدات السنوية في كل من العامين الماضيين.

لا تزال وتيرة الإصدار غير كافية لتلبية الطلب. ويتسارع مديرو الصناديق، الذين ينعمون أخيرًا بفترة من التفاؤل في سوق الأسهم في هونغ كونغ التي عانت طويلًا من الركود، إلى تقديم طلبات بيع الأسهم والسندات القابلة للتحويل. ويعني حجم الطلب الكبير أن العديد من المستثمرين سيصابون بخيبة أمل بمجرد تخصيص هذه الصفقات.

وقالت فيكتوريا ميو ، مديرة المحفظة لدى جانوس هندرسون إنفستورز التي تشرف على الأسهم الصينية: 'بعض هذه الصفقات عالية الجودة، بغض النظر عن حجمها، لا نحصل منها على شيء يذكر'، مضيفة أن صندوقها شارك في المزيد من الصفقات هذا العام.

السندات القابلة للتحويل

تقود الشركات الصينية هذا التوجه، ومن المرجح أن تدفع إصدار السندات المرتبطة بالأسهم في آسيا إلى أعلى مستوياته في عدة سنوات، وذلك لجمع الأموال اللازمة للتوسع في الخارج أو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي. توفر هذه السندات تمويلًا أقل تكلفة بكثير من الديون التقليدية - فقد صدرت سندات علي بابا وتشاينا باسيفيك القابلة للتحويل مؤخرًا بدون فوائد - كما أنها تستفيد من حركة الأسهم السريعة.

ارتفع مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ بأكثر من 30% هذا العام، على الرغم من انخفاضه في أبريل الذي قضى على معظم مكاسبه السابقة. وشهدت أسهم التكنولوجيا الصينية تقلبات أشد، حيث قفزت أسهم علي بابا بنسبة 15% الأسبوع الماضي وحده، بينما ارتفعت أسهم شركة كونتيمبوراري أمبيركس تكنولوجي المحدودة ، عملاق صناعة البطاريات ، بنسبة 10% يوم الاثنين بعد أن رفعت جي بي مورغان تشيس تصنيفها.

وقال برايان تشاو ، الرئيس المشارك لصفقات الأسهم الآسيوية المرتبطة في مجموعة يو بي إس، إن التقلبات المستمرة 'دفعت المزيد من المصدرين إلى تسريع خطط الإنفاق الرأسمالي لضمان سحب بعض الأموال من على الطاولة بينما تظل السوق داعمة للغاية'.

كان إقبال المستثمرين على هذه الصفقات واضحًا عند طرح علي بابا وتشاينا باسيفيك في السوق. وقد تم الاكتتاب في كلتا الصفقتين عدة مرات، رغم استبعادهما المبيعات لبعض المستثمرين المحليين في الولايات المتحدة بموجب ما يُسمى بصيغة اللائحة S، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.