محمد الضيف ينجو من محاولتي اغتيال خلال أسبوع من الحرب على غزة

أفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، بأن الجيش الإسرائيلي حاول اغتيال رئيس الجناح العسكري لحركة حماس ' كتائب الشهيد عز الدين القسام '، محمد ضيف، مرتين على الأقل خلال الأسبوع ونصف من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، لكنه نجا في المرتين، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة التايمز أوف إسرائيل عن المخابرات العسكرية الإسرائيلية.

وذكرت الصحيفة أنه قد تم السماح بنشر هذه المعلومات ليلة الثلاثاء، ولم تعرف على الفور تفاصيل الضربات التي كانت تهدف إلى اغتيال الضيف، والتي وقعت في وقت ما منذ يوم الاثنين الماضي.

فخلال العدوان المستمر للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، قال الجيش أن أحد أهدافه الأساسية هو قتل كبار قادة حركة حماس، الذين اختبأوا إلى حد كبير لتجنب ضربات الجيش الإسرائيلي، وقد تم تحديد الضيف على وجه الخصوص كهدف محتمل.

وعلى الرغم من أن مسؤولي الدفاع الإسرائيليين يعتقدون أن العملية الحالية، التي أطلق عليها اسم 'حارس السياج '، قد حققت إلى حد كبير أهداف الجيش الإسرائيلي، والمتمثلة بإضعاف حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني بشكل كبير، قال مسؤولون عسكريون ليلة الثلاثاء للقناة الـ 12 العبرية أنهم يأملون في مواصلة القتال على وجه التحديد لمواصلة مطاردة الضيف وكبار قادة حماس الآخرين.

وأشارت الصحيفة إلى أن زعيم الجناح العسكري لحماس، محمد الضيف، ظل موجودا على قائمة المطلوبين لإسرائيل لأكثر من 25 عاما، وذلك لتورطه في تخطيط وتنفيذ عدد كبير من الهجمات العسكرية، بما في ذلك العديد من تفجيرات الحافلات في السنوات الماضية، حيث يعتبر الجيش الإسرائيلي الضيف قائدا ميدانيا ماهرا.

فقبل محاولتي إسرائيل الفاشلتين هذا الشهر لاغتيال الضيف، حاولت أجهزة الأمن الإسرائيلية قتل الضيف خمس مرات على الأقل على مر السنين الماضي، حيث جرت أول محاولة من هذا النوع في عام 2001، والثانية في عام 2002 كلفته عينه، ومحاولة ثالثة بعد عام، كما ونفذت محاولة أخرى عام 2006 لاغتياله وقد أصيب خلالها بجروح خطيرة وفقد ساقيه وذراعه.

وفي عام 2014، خلال الحرب الإسرائيلية التي شنت على قطاع غزة في ذلك العام، حاولت إسرائيل مرة أخرى قتل الضيف، لكنها أخطته بفارق ضئيل، مما أدى إلى استشهاد زوجته وابنه الرضيع وابنته البالغة من العمر 3 سنوات بدلا من ذلك، وعلى الرغم من أن إسرائيل اعتقدت في البداية أن ضيف قد استشهد أيضا في تلك الغارة، إلا أنه أعلن فيما بعد أنه نجا بالفعل من هذه المحاولة أيضا.

وأضافت الصحيفة، بأن رئيس القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، اليعازر توليدانو، الذي يلعب دورا رئيسيا في شن المعركة ضد حماس في غزة، قال يوم الأحد الماضي، أن محمد الضيف، وكذلك زعيم حماس في غزة يحيى السنوار، يمكن أن يكونا مستهدفين بضربات إسرائيلية في التصعيد الراهن.

كما وقال توليدانو في مقابلة مع القناة الـ 12 العبرية: ' إن محمد الضيف ويحيى السنوار كانا ولا يزالان أهدافا في أنظار إسرائيل'.

فوسط تزايد المحادثات حول وقف محتمل لإطلاق النار، قال توليدانو للقناة الـ 12 أنه كلما زاد الوقت الذي يتعين فيه على الجيش تنفيذ أهدافه العسكرية ضد أهداف يعتبرها ' إرهابية' في قطاع غزة، كان ذلك أفضل بالنسبة لإسرائيل.

وبحسب الصحيفة فإن السنوار، وهو الرجل الثاني بعد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في التسلسل الهرمي للحركة، قد أمضى عقودا في سجن إسرائيلي بعد إدانته عام 1989 بالقيام بخطف وإعدام جنديين إسرائيليين.

كما وعرف السنوار من قبل المحققين الإسرائيليين باسم 'جزار خان يونس'، وذلك بسبب إعدامه المتحمس لفلسطينيين يزعم أنهم تعاونوا مع إسرائيل، وقد أطلق سراحه من السجن كجزء من صفقة تبادل الأسرى اليت أفضت لتحرير الجندي الصهيوني المخطوف جلعاد شاليط عام 2011 بين إسرائيل وحماس.

ففي ليلة السبت، قال الجيش الإسرائيلي أنه قصف منزل السنوار، قائلا إنه كان بمثابة 'بنية تحتية إرهابية'، بالإضافة إلى ذلك، يعتبر السنوار راديكاليا حتى داخل حماس، وهو معروف بدوره الرئيسي في تأسيس الجناح العسكري لحركة حماس والأجهزة الأمنية الخاصة بها، وقد قامت كتائب عز الدين القاسم وجهاد المجد، على التوالي، بتنفيذ العديد من الهجمات ضد الإسرائيليين، فضلاً عن قتل الفلسطينيين المتهمين بالتعاون مع إسرائيل.

ومع ذلك، على الرغم من آرائه المتشددة، يعتبر السنوار أحد الأصوات الرئيسية في حركة حماس، والتي تضغط من أجل اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد مع إسرائيل.