اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٥ حزيران ٢٠٢٥
إن ما جرى في (ليلة الرابع والعشرين من حزيران الألفين وخمس وعشرين) وصبيحة هذه الليلة لمفصل هام في تاريخ هذا الصراع، حدث سيحتفظ به التاريخ ويسجله علامة فارقة عزّ نظيرها.
في المساء ضربت إيران أيقونة القواعد من الأمريكان .. قام الأمريكي والصهيوني بجرد الحساب.. إلى أين نحن ذاهبون؟ هل نكتفي بما أدركته أيدينا ونرضى بالقليل أم نركب رؤوسنا إلى حيث أعلنا من أهداف جسام باتت كالسراب وقد يتجلى إذا زال غبار المعركة أكنت فرسا أم حمار؟
بعد أن استغاث الحمار النتن الصغير بالجحش البرتقالي الكبير وقام بالمطلوب وضرب بأشباحه ما ضرب برز السؤال الكبير وماذا بعد؟ استنزاف بطيء وذبح بالقطنة للمشروع الصهيوني العتيد.. وماذا بعد أن ضربت الشجاعة الإيرانية درة تاجهم.. انت أيها البرتقالي على مفرق طريق..
حرب طويلة مع إيران تعيد سيناريو أفغانستان وقد غرقت في بحره وهذا مرفوض في الداخل الأمريكي على الاطلاق. أو أن تتراجع خطوة للوراء وترضى بالقليل.. وهذا ما كان. الرضى بسقف دون ذاك السقف الذي أعلن عنه حمارهم في هذه البلاد.. تضاربت المصالح وكشف الغطاء وصار النهيق عاليا.. انزلونا ارحمونا اغيثونا أحضروا لنا سلالم النجاة.. اضطر الجحش البرتقالي أن يتحول فجأة (ولله في خلقه شئون) إلى حمامة سلام فقرر وقف إطلاق النار وأعطى لحماره أن يرفص ويؤكد برفصه النهاية السعيدة للقصة الفريدة.
رفص ونهق وعربد وأنهى المهمة ظانا أنه فعل ذلك بنجاح وفلاح.. ولكن الإيرانيين كان لهم مسك الختام.. خمس جولات صاروخية صباحية طالت طول وعرض الكيان وأثبتت لكل الأنام أن لها الرصاصة الأخيرة.. جاء موعد وقف النار وكل شعبهم في الملاجئ كالفئران.. هم ينجحون في دخول الحمام ولكن الخروج منه صعب المنال.. بقيت إيران بموقعها الوازن، بقوتها وقدرتها الصاروخية على أن تطال كل نقطة في الكيان.. وبقيت داعمة لقوى المقاومة وهاجسا وضاغطا نفسيا ورعبا ينذر بقصر عمر الكيان.. وإن من أراد المبيت في هذه البلاد لن يجد السمن والعسل والاستثمار وإنما المهدئات وعلاجات الإحباط والاكتئاب.
هذه الليلة المشهودة بدأت بضرب الأيقونة وانتهت بضربات حسن الختام وأثبتت سوء عاقبة الكيان. لن يتخلّصوا من إيران ودورها الداعم والوازن في محور المقاومة، تحوّل حلمهم إلى كابوس دائم، ثلاثة أهداف كبرى أرادوا تحقيقها: ضرب البرنامج النووي والصاروخي وانهاء النظام، الهدف الأول فقط ولا ندري كم حجم الضرر ولم يستطيعوا ضربه إلا بتدخل أمريكي مباشر ورغم أن الفكرة حاضرة والإرادة التي لم تنكسر قادرة على ترميم الضرر، بينما الثاني والثالث لم يتحقّق منهما شيئا البتّة إلّا من باب لن يضرّوكم الا أذى.
صحيح أن هناك من يجيدون تعداد الخسائر والتبشير بالهزائم ولكن بموضوعية تامة هناك نجاح وفشل ولكن نسبة فشلهم أكبر وإذا أضفنا لهم خسائرهم والقدرة الصاروخية الإيرانية التي ضربت عمقهم، ونجحت في إفشال كل تقنيات صدّهم لهذه الصواريخ بكل ما حظوا به من انخراط أمريكي كامل ودعم غربيّ، عندئذ ندرك أن الخسائر متبادلة ونسبة النجاح والفشل بالتالي أصابت الطرفين. لقد سجّلت إيران في التاريخ سجالا فذّا وحقّقت توازنا كانت به وحدها مع الغرب كلّه.
(وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلْأُمُورِ)