اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة قدس الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٤ حزيران ٢٠٢٥
فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: في الوقت الذي يُمعن فيه الاحتلال الإسرائيلي في تكرار سرديته الإعلامية الكاذبة بشأن 'اختباء' فصائل المقاومة الفلسطينية بين السكان المدنيين، بهدف تبرير جرائمه بحق المدنيين في غزة، تُغفل هذه الرواية عمدًا حقيقة ثابتة على الأرض: أن أبرز مؤسساته الأمنية والعسكرية تتموضع وسط أحياء مدنية مكتظة في قلب المدن الكبرى، مثل 'تل أبيب' والقدس.
وقد برز هذا التناقض بشكل صارخ خلال القصف الإيراني فجر السبت، والذي استهدف مناطق واسعة داخل دولة الاحتلال، وتركّز بشكل خاص في منطقة 'تل أبيب الكبرى' ووسط فلسطين المحتلة.ووفق ما أفاد به مراسل شبكة 'فوكس نيوز' الأميركية، فقد أصاب أحد الصواريخ مبنى 'الكرياه' الذي يضم مقر وزارة الجيش وهيئة الأركان العامة في قلب 'تل أبيب'.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن العملية، مؤكدًا استهداف 'عشرات المواقع العسكرية والقواعد الجوية التابعة للكيان الصهيوني'، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وأسفر القصف عن مقتل 3 مستوطنين وإصابة أكثر من 90 آخرين، بينهم حالات خطيرة في ريشون لتسيون ورمات غان، وسط تكتم من سلطات الاحتلال حول طبيعة 'الحدث الخطير جدًا' الذي طال موقعًا استراتيجيًا لم يُفصح عنه.
وظهر اليوم، اعترف جيش الاحتلال بإصابة 7 جنود بجراح جراء سقوط صاروخ إيراني في وسط فلسطين المحتلة.
هذه الأحداث تعيد تسليط الضوء على تمركز مؤسسات الاحتلال الأمنية في قلب الأحياء المدنية، فمن وزارة الجيش وقيادة الأركان، إلى مقار الموساد والشاباك، يتبين أن هذه المؤسسات لا تقع في مناطق معزولة أو قواعد عسكرية مغلقة، بل وسط أحياء مدنية تضم مراكز تجارية، جامعات، مساكن، وحدائق عامة، وهو ما يجعل أي استهداف لها، في حالة الحرب، تهديدًا مباشرًا لحياة المستوطنين أنفسهم.
وزارة الحرب في 'تل أبيب'
يقع مقر وزارة الحرب الإسرائيلية وقيادة هيئة الأركان العامة في مجمع 'الكرياه' وسط 'تل أبيب'، ويضم 'برج متكال' الذي يُعد المقر الرئيسي لقيادة الجيش. هذا المجمع محاط مباشرة بمبانٍ تجارية ومدنية، منها مركز 'عزرائيلي' الشهير، وهو أحد أبرز المجمعات التجارية في المدينة، إضافة إلى حي 'سارونا' الذي يحتوي على أسواق وحدائق ومساكن.
وموقع المجمع وسط المدينة يعني أن أي استهداف له سيصيب حتمًا محيطًا 'مدنيًا'، وهو ما حدث بالفعل خلال الهجمات الإيرانية الأخيرة، حيث انفجرت صواريخ قرب المبنى وتصاعد الدخان في قلب المنطقة السكنية.
مقر الشاباك في 'تل أبيب'
المقر الرئيسي لجهاز الشاباك موجود في حي 'رمات أفيف' شمال 'تل أبيب'، وهو حي سكني معروف ويضم جامعة 'تل أبيب' وأسواقًا ومناطق سكنية راقية. بذلك فإن أحد أخطر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يعمل من داخل حي مدني بامتياز، وليس في قاعدة أو منطقة أمنية مغلقة.
مقر الموساد قرب 'تل أبيب'
يقع المقر الرئيسي لجهاز الموساد في منطقة 'جليلوت' عند أطراف تل أبيب، ضمن نطاق بلدية 'رمات هشارون'. هذه المنطقة تحتوي على أحياء سكنية ومناطق مدنية، ويجاور الموقع طرقًا رئيسية وتجمعات سكنية.
تقارير إعلامية أكدت أن المقر موجود ضمن بيئة مدنية، وأن أي هجوم عليه سيقع في منطقة مأهولة، هذا التموضع يضع مستوطني المناطق المجاورة في دائرة الخطر المحتمل، خاصة أن الموقع ليس منعزلًا عن النسيج الاستيطاني.
القدس ومقار أمنية وسط المستوطنين
في القدس، تقع قيادة الشرطة العامة للاحتلال في منطقة 'كريات مناحم بيغن'، وهي ملاصقة لأحياء سكنية أبرزها الشيخ جراح، وتحيط بها مبانٍ مدنية وتجارية.
إضافة إلى ذلك، فإن وحدات الحماية والمكاتب الأمنية التابعة لرئاسة الحكومة والوزارات المختلفة تعمل من داخل أحياء مدنية في القدس الغربية والشرقية.
ومن المهم الإشارة إلى أن مقر وزارة الحرب لم يُنقل بالكامل إلى المجمعات الحكومية في القدس رغم وجود خطط سابقة لذلك.
هذا التمركز الأمني داخل النسيج المدني لا يُقدَّم في الإعلام الإسرائيلي كـ'استخدام للمدنيين كدروع بشرية'، بل يُبرَّر بوصفه 'واقعًا حضريًا'، في المقابل، يخترع الاحتلال أكاذيبه بشأن استخدام المقاومة للفلسطينيين كدروع بشرية، ثمّ يصدق الكذبة، ثم يستخدمها كذريعة لشن ضربات جوية تطال الأحياء السكنية وتخلّف آلاف الضحايا.