اخبار فلسطين
موقع كل يوم -راديو بيت لحم ٢٠٠٠
نشر بتاريخ: ١٦ أيار ٢٠٢٥
بيت لحم 2000 -أُقيمت مساء يوم (الخميس) في بيت جالا مراسم إحياء الذكرى السنوية السادسة التي تنظمها حركة 'مقاتلون من أجل السلام'، والتي حملت هذا العام شعار: 'التشبث بالبيت، التشبث بالأمل'. ركزت المراسم على إحياء الكارثة التي حلّت بالشعب الفلسطيني عام 1948، وربطها بالهجوم الإسرائيلي على غزة والمعاناة المستمرة في الضفة الغربية. تم بثّ الفعالية مباشرة في أماكن عامة وخاصة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي إسرائيل، وفي عدة دول حول العالم، وشاهدها الآلاف.
مراسم الذكرى المشتركة ليوم النكبة هي حدث سنوي تنظّمه الحركة بهدف الحفاظ على الذاكرة التاريخية للنكبة، والاعتراف بمعاناة الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، والتعبير عن الأمل ببناء مستقبل قائم على الشراكة، الحرية، والمساواة.
تضمّنت الفعالية شهادات من الماضي والحاضر. عبد العزيز قطاشة، لاجئ من بيت جبرين يقيم حاليًا في مخيم الفوار، استذكر حياته في قريته التي هجّر منها عام 1948، قائلاً: 'عندما طُردنا من القرية، أقسم أنني رأيت القنابل تُلقى من الطائرات بعيني. كانت الطلقات كشبكة صيد فوقنا، وركضت دون أمي أو أبي.'
'سألت والدي: 'أبي، ألن نعود؟' فأجاب: 'يا بُني، هذا رحيل بلا عودة' – ثم بكى، وبكينا نحن الأطفال معه.' 'حلمي أن أعود إلى بيت جبرين... كنت سأدفع ألفي دينار فقط لأزور الأرض، لأطأها وأراها.'
'تذكروني' – ديما من غزة تشهد على الدمار
عُرضت شهادة مصوّرة قدمتها ديما الحلّو، فتاة من غزة تبلغ 14 عامًا، تحدّثت فيها عن حياتها الهادئة قبل الحرب، وعن منزلها الذي أحبته، وحلمها بأن تصبح مهندسة – حلم تم تدميره.
'نحن باقون هنا، متمسكون بأرضنا. أقول لأطفال العالم – نحن مثلكم، نحب الحياة ونريد أن نعيش، لكن الاحتلال يمنعنا من ذلك. تذكروني.'
أُجبرت ديما وعائلتها على النزوح 11 مرة منذ بداية الحرب، وفقدوا منزلهم. وأصبحت حياتهم اليومية صراعًا مستمرًا من أجل البقاء في ظروف قاسية.
جندي إسرائيلي يتذكر الجرائم يوم إعلان الدولة
قُرئت أيضًا شهادة جندي إسرائيلي شارك في احتلال قرية مغار يوم إعلان 'دولة إسرائيل' في 14 مايو 1948. قرأت الشهادة صوفيا أور، شابة تبلغ من العمر 19 عامًا، سجنت بسبب رفضها الخدمة العسكرية، حيث وصفت ما شاهده الجندي: 'بقينا نُراقب ذلك الخط الأسود من الناس الفارين... في اللحظة نفسها التي سُمع فيها إعلان الدولة عبر الراديو، كانت أعيننا موجهة نحو اللاجئين.'
'لا يوجد طرد يحل أي شيء. ها هم هنا، ونحن هنا – الطاردون والمطرودون – ولا يوجد سؤال آخر، منذ قيام الدولة.'
رسالة مسؤولية وذاكرة جماعية
اختُتم الحدث برسائل تسلّط الضوء على المسؤولية والذاكرة الجماعية. وقدّم لي مردخاي مشروع توثيق رقمي يجمع شهادات عن جرائم الحرب والدمار في قطاع غزة بهدف الحفاظ على الذاكرة والمطالبة بالعدالة.
كما تحدث الدكتور ثابت أبو راس، الباحث والناشط الاجتماعي، عن إمكانية بناء شراكة ومساواة من خلال الاعتراف بالنكبة الفلسطينية.
رافق المراسم عرض موسيقي قدّمه فنانون مثل: خالد عرامين، آلون يوسف، نور درويش، ولؤي خليفة، أضفوا بُعدًا عاطفيًا وثقافيًا ربط بين الذكرى الشخصية والجماعية، بين الألم والأمل.
وفي الختام، قالت رنا سلمان وإستير كورني، المدیرتان المشاركتان لحركة 'مقاتلون من أجل السلام':'من المهم لنا إحياء ذكرى النكبة أيضًا، لأنه فقط من خلال الاعتراف بالخسارة والألم لدى الآخر، يمكننا أن نبدأ طريق المصالحة الحقيقية. إنّ الاعتراف المتبادل بالمعاناة والإنسانية من جميع الأطراف هو الأساس لبناء مستقبل مشترك قائم على الأمل والمساواة.'