اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
شاهد العرب والفلسطينيون كيف انبرى المفكر الأمريكي اليهودي نورمان فنكلشتاين، مدافعاً عن مظلومية غزة، مؤكداً على حق المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال، في الوقت الذي واصل القيادي في حركة فتح جمال نزال هجومه المبرمج على المقاومة الفلسطينية في غزة، وتحميلها مسؤولية المحرقة التي حلت على أهل غزة، ليبرئ العدو الإسرائيلي من دم الفلسطينيين.
وهنا استفز الكاتب الأمريكي فنكلشتاين، واستنفر ذاكرته وإنسانيته وقال لجمال نزال: إسرائيل تمارس حرب إبادة جماعية ضد أهل غزة، وانت تحمل حركة حماس المسؤولية، هذا شيء مقزز، مقزز، مقزز.
وأضاف المفكر الأمريكي: انت لديك راتب تتقاضاه من السلطة، ولذلك أتفهم عداءك لأهل غزة، ولحركة حماس.
اللقاء الذي تم بين جمال نزال والمفكر الأمريكي انتشر على كل المواقع الفلسطينية والعربية والعالمية، بشكل مهين لكل من يحقد على أهل غزة، ويكره المقاومة، ويقدس التنسيق والتعاون الأمني مع العدو الإسرائيلي.
هذه الواقعة تذكرني بسنوات خلت، يوم طلب مني الدكتور خليل الحية أن أتصدى للدعي جمال نزال، وأن أكسر هيبته الإعلامية، ودجله السياسي، وقال لي الدكتور خليل الحية: لا أحد يلجم هذا الحاقد على المقاومة غيرك، أنت القادر بمنطقك السياسي، وانتمائك الوطني، ولغتك العربية، وثقافتك الفلسطينية، أنت القادر على فضح أكاذيب عدو المقاومة الفلسطينية جمال نزال، وتجريف مستنقعات الحقد على شعبنا من تفكيره، لذلك نتمنى عليك مواجهته في برنامج الاتجاه المعاكس الذي ستبثه فضائية الجزيرة.
كان هذا الحديث مع الدكتور خليل الحية في غزة قبل ثمان سنوات، وبحضور كل من الشهيد ياسر حرب، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، والكاتب الشهيد مصطفى الصواف، إضافة إلى الكاتب د. حسام الدجني، والناطق باسم حركة حماس الأخ فوزي برهوم.
كان من ضروريات فهم نفسية جمال نزال، أن أشاهد لقاءاته السابقة، وكيف يواصل الابتسامة الزائفة المستفزة لمن يقابله؟ وأدركت شخصيته الساخرة والمستخفة بالمقابل، وكيف يقاطع المتحدث؟ وكيف يخرجه من موضوع النقاش الرئيسي إلى مواضيع أخرى، لينحرف بالنقاش من الموضوعية إلى قضايا ومواضيع يثيرها المدعو جمال، بعد أن يكون قد استفز مقابله، وأجبرته على التحدث بانفعالية وغضب دون ترتيب للأفكار ودون تنظيم للجمل التي يكون جمال نزال قد اجبر مقابله على التلفظ بها.
بدأت المبارزة السياسية بيني وبين جمال نزال، وأنا أمتشق سيف الموقف الوطني الفلسطيني الملتحم مع المقاومة، والمدافع عنها، والمنتمي للتاريخ الفلسطيني المعادي للصهيونية، وكان درعي في المعركة هو الرفض الشعبي الفلسطيني لفكرة الخنوع والخضوع والانحناء للعدو الصهيوني وفق نهج أوسلو، وانصب احتقاري وغضبي على كل من يقدس التنسيق والتعاون الأمني مع المخابرات الإسرائيلية.
في تلك الليلة كانت غزة تعيش حالة منع تجول كما قال لي: هشام زقوت مراسل فضائية الجزيرة في قطاع غزة، قال هشام: تجولت في شوارع غزة، فلم أجد فيها أحداً، لقد أخليت الشوارع، وتهافت المواطنون في غزة لمشاهدة المبارزة بين الأكذوبة والحقيقة، بين جمال نزال الذي انتصر في مبارزاته في برنامج الاتجاه المعاكس على الكثير من الفلسطينيين، وبين د. فايز أبو شمالة الذي سيخرج مع البرنامج لأول مرة.
وكانت النتيجة بإجماع من تابع حلقة الاتجاه المعاكس في ذلك الوقت أن ممثل الانهزامية والتنسيق والتعاون الأمني والمعادي لحركات المقاومة الفلسطينية جمال نزال، قد هُزم في تلك المبارزة أمام د. فايز أبو شمالة الذي مثل الموقف الوطني، ألحريص على الوحدة الوطنية، والمدافع عن حق شعبنا الفلسطيني في الدفاع عن نفسه ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ولكن المفاجأة التي أغضبت الجمهور كانت في اللحظة الأخيرة، بعد ان اختتم المحاور البرنامج، تسلل جمال نزال إلى الميكروفون، وقال بصفاقة ووضاعة، وبعيداً عن الخلق الإنساني، قال لي:
أنا أهدي لك كرتونة بيض بمناسبة هذا اللقاء.
وضحك عشاق جمال نزال، وتجاهلوا أن لهم وطناً تحت الاحتلال!

























































