اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
السكنُ في الخيمةِ، أمرٌ لا يطيقه الجميع، خاصة ممن به أمراضٌ مزمنة، أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، لا يتحمل حرارة الخيمة صيفاً، أو برودتها شتاءً، وضيقها على مدار العام، وإن كان من أهل اليُسر والوفرة المالية، يستأجر وحدة سكينة، إما محلا تجاريا فارغا، أو شقة سكنية، أو دارا أرضية، أو قطعة أرض فارغة يصممها كما يريد وفق عدد أفراد أسرته، أما إن كان من أهل العُسرة والنُدرة، فلا خيار أمامه إلا السكن في خيمة ضمن مخيمات إيواء النازحين.
في بداية العدوان 2023كانت أسعار الإيجارات، مقبولة ومعقولة نوعاً ما؛ لأن النازحين كان أغلبهم من مدينة غزة وشمالها للجنوب، وكان أهل مدينتي رفح وخانيونس لا يزالون في بيوتهم، وبها تمت إقامة مخيمات للنازحين من غزة وشمالها، ثم مع اجتياح الاحتلال مدناً جديدة وتدميرها مثل خانيونس ديسمبر2023 ورفح مايو2024، ودخول أهلها نادي النازحين رغماً عنهم، تقلصت أعداد الوحدات السكينة، فارتفعت الأسعار نظراً لشدة الإقبال عليها، وهنا حرض الشيطان لمالكي الوحدات السكنية لرفع سعر الإيجار حتى وصل المبلغ لأكثر من ضعف المبلغ الأول عدة مرات.
احتار المؤجرون كيف يتعاملون مع المستأجرين وفق رغبتهم في رفع الأسعار، فوسوس لهم الشيطان طرقًا يحتالون بها على المستأجر، إما بالطلب مباشرة من المستأجر بإخلاء المكان؛ لأن أحد أقارب المالك قد نزحوا من مكانهم، وأنهم قادمون إليه، وإما الإيعاز لأحد أصدقاء المالك بتمثيل دور المُشتري حتى يفهم المستأجر بأن عليه إخلاء المكان، هنا لا خيار أمام المستأجر، إلا الإخلاء المباشر، أو افتعال مشكلة، أو عرض مبلغ إضافي على المؤجر الذي قد يرفض أو يقبل، وهذا متوقف على المبلغ المعروض.
وفي حال رفض المُؤجِر مبلغ الزيادة المعروض عليه من المستأجر، ولم يرغب المستأجر بافتعال مشكلة، فلا خيار أمامه، إلا البدء بالبحث عن مأوى بديل، فإن وجد وحدة سكنية مناسبة وبسعر مناسب، يكون محظوظا، وإن لم يجد يسكن في خيمة ضمن مخيمات النزوح، أو على شاطئ البحر، أو في مكان بيتٍ مقصوف يتم تصليحه.
إن تبريرات أصحاب الوحدات في زيادة الإيجار قد تكون منطقية إلى حدٍ ما، نظراً لغلاء المعيشة، لكن المبلغ المطوب زيادته، يجب أن يتناسب مع واقع حياة وظروف المستأجر، وإلا يدخل في سياق الخضوع لمستأجر جديد يملك وفرة مالية تمكنه من دفع المبلغ المطلوب مقابل الإقامة.
يبقى القول واجباً بأن الذين يسقطون في الزيادة اللا منطقية موجودون في كل مكان وزمان، وهذا اختبار نجح فيه البعض وسقط فيه كثيرون، وأنه أمام مشهد الطمع وجدنا مشاهد إنسانية جميلة استقبل بعض مالكي الوحدات السكنية النازحين، وأسكنوهم حيث سكنوا، ورحبوا بهم ترحيباً عظيماً، وبلا مقابل.
نسأل الله فرجاً قريباً عاجلاً، ونعود لبيوتنا، ونعيدها سيرتها الأولى.