التوت البري: هل هو فعال أم لا ضد التهاب المثانة؟

في الحقيقة، بيّنت أحدث دراسة حتى الآن أن التوت البري مفيد جدًا في منع التهابات المسالك البولية المتكررة، ولكن ليس للجميع، ناهيك بأنه لا يزال هناك العديد من الأسئلة التي يتعين توضيحها.

ووفق ما ترجمته 'وطن'، فإن العلماء  اعتقدوا في البداية أن الطبيعة الوقائية لعصير التوت البري تكمن في قدرته على تحمض البول، وبالتالي خلق بيئة غير مواتية لتطور البكتيريا. ثم افترض الباحثون لاحقًا أن البروانثوسيانيدينز (PAC) الموجود في التوت البري يمكن أن يساهم في تقليل قدرة البكتيريا (Escherichia coli) على الالتصاق بجدران المثانة، وهذه الفرضية كانت منذ ذلك الحين موضع دراسات علمية في عدة مناسبات.

ماذا يقول البحث عن فعالية التوت البري فيما يتعلق بالتهاب المثانة؟

في هذا السياق، تقوم جمعية المستهلكين Tests Achats بتقييم هذا الموضوع على ضوء نتائج أحدث دراسة شاملة أجريت في هذا المجال. و أجرى باحثون من جامعة فليندرز وجامعة سيدني، توليفًا لخمسين دراسة من شبكة كوكرين (شبكة معترف بها من الباحثين المستقلين) ونُشر في يونيو، إذ أظهر أن تناول عصير التوت البري أو المكملات الغذائية التي تحتوي عليه، يقلل من خطر تكرار التهابات المسالك البولية لدى النساء والأطفال والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بها بسبب الإجراءات الطبية.

من ناحية أخرى، لم يُظهر الباحثون أي تأثير مفيد على كبار السن الذين يقيمون في دور رعاية المسنين والنساء الحوامل والأشخاص الذين، بسبب مشكلة طبية، غير قادرين على إفراغ المثانة تمامًا. وبشكل أكثر تحديدًا، أظهرت الدراسة التي نقلتها مجلة The Conversation أن منتجات التوت البري فعالة للأشخاص الذين يعانون من التهابات متكررة في المسالك البولية (مرتين أو أكثر في ستة أشهر، أو ثلاث مرات أو أكثر في السنة) أو الذين من المحتمل أن يعانون من التهابات المسالك البولية'.

دراسات متنوعة ومتنوعة دون استنتاجات مماثلة

شرح مؤلفو البحث في المراجعة أن 'منتجات التوت البري تقلل من خطر الإصابة بأعراض متكررة تم التحقق منها (تم اختبارها في المختبر) في النساء (بنسبة 26٪ تقريبًا) والأطفال (بحوالي 54٪) والأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية. أما الإصابة بعدوى في المسالك البولية بعد الإجراءات الطبية قُدّرت (بحوالي 53٪).

وتجدر الإشارة إلى أن النتائج الأخيرة (الإصابة بعدوى في المسالك البولية بعد الإجراءات الطبية) لا تهم الأشخاص الذين يعانون من حين لآخر فقط من التهابات المسالك البولية، ولكنهم يرغبون في تجنبها، وخاصة أن الدراسة لم تتناول استخدام التوت البري في علاج عدوى المسالك البولية في حد ذاته وأن عصيره لا يستطيع علاج عدوى المسالك البولية بمفرده.

يضاف إلى ذلك حقيقة أن تركيبة منتجات التوت البري وجرعاتها لا تزال غير واضحة، لذا لم يتم بعد تحديد الكمية الدقيقة من بروانثوسيانيدينس التي يجب أن يحتويها منتج التوت البري للوقاية من التهاب المثانة. لا يستطيع الباحثون الجزم بذلك أيضًا.