اخبار فلسطين
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
أثار إعلانه غضب إسرائيل وأميركا وفتح الباب أمام احتمال أن تحذو دول كبرى أخرى مثل بريطانيا وكندا حذو باريس
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيعترف بدولة فلسطينية، مما أثار غضب إسرائيل والولايات المتحدة، وفتح الباب أمام احتمال أن تحذو دول كبرى أخرى، ربما مثل بريطانيا وكندا، حذو باريس.
في ما يلي بعض التفاصيل عن إعلان ماكرون الذي جاء مدفوعاً بزيادة الغضب العالمي حيال المجاعة والدمار في غزة الناجمين عن الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة 'حماس' في القطاع، وعن سعي دول أخرى للاعتراف بدولة فلسطينية.
نشر ماكرون رسالة بعثها إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يؤكد فيها عزم فرنسا المضي قدماً نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، والعمل على إقناع شركاء آخرين بأن يحذوا حذوها، وقال إنه سيعلن ذلك رسمياً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستنعقد أغسطس (آب) المقبل.
وباتت فرنسا أول دولة غربية كبرى تغير موقفها الدبلوماسي من قيام دولة فلسطينية بعد اعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج رسمياً بها العام الماضي.
قرار الاعتراف بدولة فلسطينية هو رمزي في الغالب، لأن إسرائيل تحتل الأراضي التي يسعى الفلسطينيون منذ فترة طويلة إلى إقامة دولتهم المستقلة عليها، وهي الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن تكون عاصمتها القدس الشرقية.
لكن هذه الخطوة من جانب فرنسا، التي تضم أكبر جاليتين لليهود والمسلمين في أوروبا، يمكن أن تعطي دفعة أكبر لحركة تقودها حتى الآن دول أصغر وأكثر انتقاداً لإسرائيل بوجه عام.
ويزيد هذا القرار أيضاً من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية بسبب الحرب التي تخوضها في غزة، وأدت إلى موجة جوع، قال رئيس منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع إنها ترقى إلى مستوى جوع جماعي من صنع الإنسان.
وتقول إسرائيل إنها ملتزمة بالسماح بدخول المساعدات إلى غزة، لكنها تؤكد ضرورة تحكمها فيها لمنع تحويلها للمسلحين.
وذكرت أنها سمحت بدخول ما يكفي من الغذاء إلى غزة خلال الحرب، وتحمّل حركة 'حماس' مسؤولية معاناة سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة.
يميل ماكرون منذ أشهر نحو الاعتراف بدولة فلسطينية في إطار مساع للحفاظ على فكرة حل الدولتين على رغم الضغوط التي يتعرض لها لثنيه عن ذلك.
قرر ماكرون اتخاذ هذه الخطوة قبل مؤتمر للأمم المتحدة تشارك فرنسا والسعودية في استضافته الأسبوع المقبل لتناول هذه القضية في محاولة للتأثير على دول أخرى تفكر في اتخاذ الخطوة نفسها، أو الدول التي لا تزال مترددة.
أمضى مسؤولون إسرائيليون أشهراً قبل إعلان ماكرون في الضغط لمنع ما وصفه بعضهم بأنه 'قنبلة نووية' للعلاقات الثنائية.
وذكرت مصادر مطلعة أن تحذيرات إسرائيل لفرنسا تراوحت بين تقليص تبادل معلومات الاستخبارات وتعقيد مبادرات باريس الإقليمية، بل حتى التلميح إلى احتمال ضم أجزاء من الضفة الغربية.
يمكن أن يضع قرار فرنسا ضغوطاً على دول كبرى، مثل بريطانيا وألمانيا وأستراليا وكندا واليابان، لاتخاذ مثل هذه الخطوة.
وعلى المدى القريب، قد تكون مالطا وبلجيكا الدولتين التاليتين من الاتحاد الأوروبي اللتين ستعترفان بدولة فلسطينية.
وقال وزير بريطاني اليوم الجمعة إن لندن تؤيد الاعتراف بدولة فلسطينية في نهاية المطاف، لكن الأولوية الآن يجب أن تكون تخفيف المعاناة في قطاع غزة، وتوصل إسرائيل و'حماس' إلى وقف إطلاق النار.
وذكرت ألمانيا اليوم أنها لا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية على المدى القريب، وأكدت أنها تعطي الأولوية لإحراز 'تقدم طال انتظاره' نحو حل الدولتين تعيش بموجبه إسرائيل ودولة فلسطينية في سلام.
اعترفت إيرلندا والنرويج وإسبانيا العام الماضي بدولة فلسطينية يتم ترسيم حدودها على ما كانت عليه قبل حرب عام 1967، عندما سيطرت إسرائيل على الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.
مع ذلك، أقرت الدول الثلاث أيضاً بأن تلك الحدود قد تتغير في أية محادثات للتوصل إلى تسوية نهائية، مؤكدين أن قراراتهم لا تنتقص من إيمانهم بحق إسرائيل الأساس في الوجود بسلام وأمان.
وتعترف نحو 144 دولة من بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وعددها 193 دولة، بفلسطين كدولة بما في ذلك معظم دول جنوب العالم وروسيا والصين والهند. لكن عدداً قليلاً فقط من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وعددها 27، هي التي تعترف بدولة فلسطينية، ومعظمها من الدول الشيوعية السابقة، إضافة إلى السويد وقبرص.
ووافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 على الاعتراف الفعلي بفلسطين دولة ذات سيادة من خلال رفع وضعها في المنظمة الدولية كمراقب إلى 'دولة غير عضو' بعدما كانت 'كياناً'.
ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقرار فرنسا، أحد أقرب حلفاء إسرائيل والعضو في مجموعة السبع، قائلاً إن هذه الخطوة 'تكافئ الإرهاب، وتنذر بخلق وكيل إيراني آخر'.
ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هذه الخطوة بأنها 'عار واستسلام للإرهاب'، مضيفاً أن إسرائيل لن تسمح بإقامة 'كيان فلسطيني من شأنه أن يضر بأمننا ويهدد وجودنا'.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن الولايات المتحدة 'ترفض بشدة خطة ماكرون للاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة'.
وكتب في منشور على 'إكس'، 'هذا القرار المتهور لا يخدم سوى دعاية ’حماس‘ ويعوق السلام، إنه صفعة على وجه ضحايا السابع من أكتوبر (تشرين الأول '، في إشارة إلى هجوم 'حماس' على إسرائيل عام 2023، الذي أشعل فتيل الحرب في غزة.
وتوجه نائب رئيس السلطة الفلسطينية حسين الشيخ بالشكر إلى فرنسا، وقال على منصة 'إكس' إن قرار ماكرون يعكس 'التزام فرنسا بالقانون الدولي، ودعم فرنسا لحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة'.
واعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بحق إسرائيل في العيش بسلام مع انطلاق عملية السلام التي دعمتها الولايات المتحدة عام 1993 وأدت إلى تأسيس السلطة الفلسطينية، فيما كان الفلسطينيون يأملون في أن تكون خطوة نحو إقامة دولتهم.
لكن 'حماس' وغيرها من الفصائل الفلسطينية المسلحة، التي تسيطر على غزة منذ فترة طويلة وتشتبك باستمرار مع القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ترفض الاعتراف بإسرائيل.